الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشترط علم الأهل بمرض من يراد خطبتها

السؤال

أنا شاب قد من الله علي مؤخراً بالعثور على الفتاة الصالحة الجميلة التي أرتضيها زوجة لي، فهي على قدر عال من التدين والأخلاق الحسنة، وجميلة، ولكنها مريضة بمرض السكر الوراثي، وسوف أتقدم لخطبتها الشهر القادم، وأريد أن أسأل: هل أخبر أهلي أنها مريضة، أم أكتم ذلك، علماً أنهم إذا عرفوا ذلك فأنهم سيرفضونها، وأنا أحبها وأريد الزواج منها، فما الحل؟ أرجوكم الرد سريعاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الذي يعول عليه في اختيار الزوجة هو الدين والخلق والجمال، والدين هو أهم هذه الصفات لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

وروى النسائي عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره، قال ابن قدامة في المغني: ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح، فإذا وجدت ذات دين وخلق وجمال فقد وجدت الزوجة الصالحة.

وأما عن المرض الذي ذكرت فليس من الأمراض المعدية ولا من الأمراض المنفرة، وما يقال عن الأطباء من انتقال المرض إلى الأبناء مسألة مظنونة وليست قطعية، فقد تتخلف. وإن قطع بانتقال المرض إلى بعض الأبناء فهو مرض لا يمنعهم من العيش حياة عادية، فما دمت رضيت بهذه الفتاة خلقاً وديناً فيمكن أن تتزوجها، ولا يشترط علم الأهل بذلك المرض لا سيما مع احتمال رفضهم لها، ولا حرج في كتم مرضها لأن الأمر يتعلق بك أنت أولاً وآخراً، لكن ينبغي أن لا تعمل شيئاً يؤدي إلى الخلاف مع والديك خاصةلأنهما إن رفضاها وجبت عليك طاعتهما، وللمزيد من الفائدة عن الشروط والصفات التي ينبغي توافرها فيمن تختارها زوجة لك، راجع الفتوى رقم: 10561.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني