الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام تخلف من يأكل الثوم والبصل عن حضور المسجد والجماعة

السؤال

عند تناول البصل، والثوم لا إثم علي في عدم صلاتي... في المسجد، والصلاة في المنزل، استناداً إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: من أكل ثوما، أو بصلا، فليعتزل مسجدنا ـ وما العمل إن كنت أتناول البصل كل يوم في الفطور؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فآكل الثوم، والبصل يكره له شهود المسجد، وحضور الجماعة، ولو في غير المسجد، لئلا يؤذي المصلين، حتى يقطع تلك الرائحة، ويستحب له الاجتهاد في قطعها، لئلا يحرم نفسه ثواب الجماعة، وإن تعذر عليه، فلا إثم عليه في التخلف عن الجماعة -والحال هذه-

قال البهوتي في شرح الإقناع: وَيُكْرَهُ حُضُورُ الْمَسْجِدِ لِمَنْ أَكَلَ ثُومًا، أَوْ بَصَلًا، أَوْ فُجْلًا، وَنَحْوَهُ، حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهُ، وَلَوْ خَلَا الْمَسْجِدُ مِنْ آدَمِيٍّ، لَتَأَذَّي الْمَلَائِكَةُ بِرِيحِهِ، وَلِحَدِيثِ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا ـ وَالْمُرَادُ حُضُورُ الْجَمَاعَةِ، حَتَّى وَلَوْ فِي غَيْرِ مَسْجِدٍ، أَوْ غَيْرِ صَلَاةٍ، ذُكِرَ مَعْنَاهُ فِي الْمُبْدِعِ، وَالْحَاصِلُ -كَمَا فِي الْمُنْتَهَى-: أَنَّهُ يُكْرَهُ حُضُورُ مَسْجِدٍ، وَجَمَاعَةٍ مُطْلَقًا لِمَنْ أَكَلَ ثُومًا، أَوْ بَصَلًا نِيئَيْنِ، أَوْ فُجْلًا، وَنَحْوَهُ: كَكُرَّاثٍ، حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهُ، لِمَا فِيهِ مِن الْإِيذَاءِ، وَيُسْتَحَبُّ إخْرَاجُهُ. انتهى.

لكن لا ينبغي تعمد أكل البصل حيلة على ترك الجماعة، قال ابن قاسم الشافعي في حاشيته على تحفة المحتاج في شرح المنهاج: من أكله -يعني الثوم ونحوه- بقصد الإسقاط، كره له هنا، يعني في الجماعة، وحرم عليه في الجمعة، ولم تسقط. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني