الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمويل من جمعية تمويل شخصية لغرض الدراسة

السؤال

أنا يتيمة الأب والأم، وليس لديَّ أيّ مصدر دخل سوى معاش تركه لي والدي، وهو مبلغ قليل يكفي فقط لأكلي دون اللبس، أو أي شيء آخر. ولكي أشتري الملابس أنتظر سنة لكي أستطيع أن أجمع مالا لشراء طقم أو طقمين؛ ولذلك فكرت في الارتقاء بمستواي التعليمي والدراسة بالخارج، علما بأنه أرخص من بلادي بكثير؛ لذلك فكرت في الخارج.
أريد الاستفسار: هل التمويل من جمعية تمويل شخصية لغرض الدراسة في تلك الحالة حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم تبيني لنا حقيقة التمويل الذي تقوم به الجمعية!

فإن كان المقصود بالتمويل المذكور: أنّ الجمعية تدفع لك نفقات الدراسة، ثم تستوفيها منك على أقساط بغير زيادة، ولا غرامة تأخير؛ فهذا جائز، لا حرج فيه.

وأمّا إن كانت الجمعية تستوفي منك هذه النفقات بزيادة؛ فهذا من الربا المحرم، وهو من كبائر الذنوب.

ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ.

وانظري حد الضرورة المبيحة للاقتراض بالربا، في الفتاوى: 322741 ، 271030، 293059

وبخصوص سفر المرأة للدراسة؛ راجعي الفتوى: 446566

واعلمي أنّ العبد إذا كان حريصاً على مرضاة الله، واجتناب سخطه، وكان متوكلاً على الله فسوف يرزقه رزقاً طيباً، ويكفيه ما أهمّه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني