الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجب على الأهل حصانة الأولاد وصيانتهم من الفساد

السؤال

لدي أخت في ال23 من العمر. في غايه العقوق لوالديها. لا تسمع لهم كلام ولا تكن لهم أي احترام. لقد وصلت ِِبها الوقاحه إلى سب أمها. نحن نعيش في بلد أجنبي وقد استنفذوا كل السبل لمحاولة تربيتها وإصلاحها لكن بدون جدوى. يسألونكم ما حكم طرد ابنتهم من المنزل أو هل يوجد حد إسلامي لهذه المشكلة؟
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يهدي هذه البنت لبر أمها، ولانتهاج الطريق المستقيم، واعلم أن طردها وهي على الصفة التي بينت لا يجوز، لأنه لا شك سيؤدي بها إلى ارتكاب المخالفات الشنيعة وإلى الشذوذ بكافة أنواعه، وهي تستحق على أهلها الحصانة والصيانة من الفساد، ولا بد أن تبقى في رعايتهم محمية من كل سوء حتى تتزوج ويدخل بها الزوج، ففي المدونة: والجارية حتى متى تكون الأم أولى بها إذا فارقها زوجها أو مات عنها؟ قال: قال مالك: حتى تبلغ النكاح ويخاف عليها، فإذا بلغت النكاح وخيف عليها نظر، فإن كانت أمها في حرز ومنعة وتحصين كانت أحق بها أبدا حتى تنكح، وإن بلغت ابنتها ثلاثين سنة أو أربعين سنة ما كانت بكرا فأمها أحق بها ما لم تنكح الأم أو يخف عليها في موضعها، فإن خيف على البنت في موضع الأم ولم تكن الأم في تحصين ولا منعة أو تكون الأم لعلها ليست بمرضية في حالها ضم الجارية أبوها أو أولياؤها إذا كان في الموضع التي تصير إليه كفالة وحرز...

وإذا كان أهل العلم قد اختلفوا في السن التي تبقى فيها الجارية في حضانة أمها، فإنهم لم يختلفوا في أنها لا تكون حيث يخشى عليها الفساد، فالصواب أن لا تملوا من موعظة هذه البنت ومحاولة إصلاحها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني