الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعطاه أبوه رسوم الجامعة فاحتفظ بالمال لنفسه

السؤال

أنا شاب درست في الخارج في إحدى الدول الأوروبية، في بداية دراستي كنت قد ذهبت على حساب والدي، وهو كان قد دفع لي رسوم السنة الأولى مقدماً، ولكني دفعت للجامعة رسوم الفصل الأول فقط وهو ربع المبلغ، و بعد أن انهيت الفصل الأول حصلت على منحة دراسية من حكومة بلادي، فسألوني إخواني إن كنت أستطيع أن أسترجع المبلغ المدفوع مقدماً من الجامعة أم لا، فكذبت عليهم و قلت لهم إن الجامعة لا ترجع أية مبالغ مدفوعة، و إن المنحة سوف تحسب ابتداءً من السنة التالية، و بعد سنة توفي والدي و أصبحت صاحب مسؤولية في العائلة، و إني أحس بأنني قد سرقت مال أبي، علماً بأنه قد من الله علي بالهداية وأني في حياتي لم آكل من مال حرام، و لم تخطر على بالي في حينها أنها من الممكن أن تعتبر سرقة، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز للابن أن يأخذ من مال أبيه إلا بإذنه وطيب نفسه، ما دام الوالد يقوم بواجبه تجاه ابنه المحتاج، ولتفاصيل ذلك وأدلته نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 31157.

وكذبك على إخوانك لا يجوز، ويجب عليك التوبة منه.

وبخصوص المال الذي دفع لك والدك لتسديد رسوم الجامعة في حياته فإن كان عطية منه لك لتستعين به في بلاد الغربة وما أشبه ذلك فإنه يعتبر ملكاً لك، ويعرف ذلك بتصريحه لك بالعطاء أو بالعرف والعادة.

أما إذا كان دفعه لك لتسدد منه الرسوم وما تحتاج إليه من مصاريف وترد إليه الباقي فإن عليك أن ترد ما بقي منه إلى تركة أبيك لأنه ليس ملكاً لك.

وإذا لم يتبين لك شيء من ذلك فإن الأورع أن ترد المال إلى تركة أبيك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني