الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك صلاة الجماعة خوف السرقة

السؤال

لدينا حرب في بلدنا بين جيش الدولة وجيش متمرد، وانتشر الإجرام، والسرقة، والنهب، واختلفت أنا وأخي في الذهاب إلى المسجد لأخذ ثواب الجماعة، فقال لي نصلي جميع الفروض في المنزل سوية، خوفا من أن يدخل لصوص ويسرقون المنزل، وقلت له نصلي جميع الفروض في المسجد، والله هو من يحفظ المنزل، ونستودعه لله، فهل الأصح الذهاب إلى المسجد، وترك حفظ المنزل لله؟ أم نجلس، ونصلي في البيت، خوفا من السرقة، علما بأنني أصبحت أصلي في المسجد، وهو غاضب، بحجة أنني أناني، وأريد ثواب الجماعة وحدي، ولا يهمني أمر البيت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم -بارك الله فيك- أن الجماعة لا تجب في المسجد، بل يجوز فعلها في البيت على الراجح، كما بيناه في الفتوى: 128394

واعلم -كذلك- أن الخوف على المال أن يسرق من الأعذار المبيحة لترك الجمعة والجماعة، قال البهوتي في الروض في بيان الأعذار المسقطة للجمعة والجماعة: يعذر بتركهما خائف من ضياع ماله، أو فواته، أو ضررا فيه، كمن يخاف على ماله من لص، أو نحوه، أو له خبز في تنور يخاف عليه فسادا... انتهى.

وإذا علمت هذا، فالذي نرى أن تصلي مع أخيك جماعة في البيت، إن كان يتأذى بذهابك للمسجد، ويمكن أن تصطلحا على أن تذهب أنت مرة وهو مرة، تطييبا للخواطر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني