الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر الزوجة زوجها لإيذائه إياها بكلام فاحش

السؤال

أنا متزوجة منذ 17 سنة، وقد كثرت المشاكل بيني وبين زوجي، فقد كان يتتبع عورات نساء جيراننا، فاشتكيت من هذا الأمر، وتوقف عنه، وبعد مدة أصبح في كل مرة يحصل بيننا جماع، يذكر لي أنه سيأتي بشخص ليجامعني معه، اشتكيت إلى أهلي، وانفصلت في المسكن عنه.
هو الآن يعيش في الدور الأرضي، وأنا في الدور الذي فوقه، إلى أن يكبر الأولاد، وأطلق منه. فما الحكم في هذا، مع العلم أني قد أعذرته كثيرًا قبل ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك مصرًّا على التلفظ أثناء معاشرتك بمثل هذا الكلام المنكر الخبيث الدنيء، فمن حقّك مفارقته بطلاق أو خلع، فإن كان يقول هذه العبارة متعمدًا جادًّا على ما يظهر؛ فهذا يدل على أشنع درجات الدياثة، وأخبث أنواع الفجور؛ وهو بلا شك يؤذي الزوجة أقصى الإيذاء، فهو مسوِّغ لطلب الفراق، بل لو كان الزوج يقول هذه العبارة غير قاصد معناها، أو كان مغلوبًا على التلفظ بها بسبب مرض أو اضطراب نفسي؛ فتأذِي الزوجة من سماع هذا الفحش؛ مسوّغ لطلب الفراق.

وراجعي الفتويين: 367867 37112.

أمّا أن تبقي في عصمته هاجرة له؛ فهذا غير جائز، إلا إذا رضي زوجك ببقائك هكذا؛ فلا حرج عليك، لكن من حقّه أن يرجع في أي وقت ويطالب بحقّه.

وراجعي الفتويين: 372034 171545

ونصيحتنا لك: أن تسعي في استصلاح زوجك، وإعانته على التوبة إلى الله، والبعد عن معاصيه، والاستقامة على طاعته، وخاصة المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد، وتحثيه على مصاحبة الصالحين، وسماع المواعظ النافعة، وإذا كان يقع في بعض الانحرافات بسبب اضطرابات نفسية؛ فلابد من عرضه على المختصين من الأطباء النفسيين.

فإن استقام وعاشرك بالمعروف؛ فهذا خير له ولك ولأولادك، وأمّا إذا بقي على انحرافاته؛ فينبغي عليك أن توازني بين بقائك معه على تلك الحال، وبين مفارقته بطلاق أو خلع، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين.

وللفائدة: ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني