الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين بر الوالدين وحضانة الأولاد

السؤال

لقد سبق وأن سألتكم عن السؤال الآتي: إنني متزوج وكنت أعيش مع والدي ووالدتي في منزل العائلة، والحمد لله أنجبت ثلاثة أطفال، تربوا في أحضان أجدادهم، والآن أنا أعمل بالسعودية في الوقت الذي يعيش فيه أولادي مع الأهل في مصر، والسؤال هل لو أخذت أولادي معي إلى السعودية أكون بذلك قد عققت والدي لكونهم يتعلقون بأولادي بشكل قوي جداً، للدرجة التي ربما تمرض أمي لو بعدت عن أولادي، مع العلم بأنني أيضاً لا يسعني العيش بعيداً عن أولادي في الوقت الذي لا أستطيع فيه ترك عملي في السعودية لحاجتي إليه، فبماذا تفتونني وتنصحوني، وفقكم الله إلى كل خير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبر الوالدين من آكد الواجبات وعقوقهما من أكبر الكبائر، روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً؟ قالوا: بلى يا رسول الله: قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين..... الحديث.

وعقوق الوالدين يحصل بمخالفة الأمر اليسير إذا كان مستطاعاً، وكنا قد بينا ذلك من قبل فراجع فيه الفتوى رقم: 11649.

ولكن طاعة الوالدين وبرهما إنما يكونان فيما كان من حقهما، ولا تلزم طاعتهما إذا طالبا بما ليس من حقهما، لما في الصحيحين من حديث علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما الطاعة في المعروف.

وحضانة الأولاد للأبوين إذا كانت الزوجية قائمة بينهما، قال الدردير:.... فإن كان حيا وهي في عصمته فهي حق لهما. -يعني الحضانة-.

وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان هذا الحق للمحضون أو للحاضنة، قال الباجي في المنتقى: وهل ذلك من حقوق الأم أو الولد، فقد اختلف عن مالك في ذلك.....

ولأيٍ كان الحق فإنك لست ملزماً بأن تسقط ما جعله الشارع لك من الحقوق ولا أن تسقط حق أولادك في أن يستمتعوا بالقرب من أبويهم ويتربوا في أحضانهم، إلا أن لين القول للأم والحكمة في انتزاعهم منها يبقيان واجبين عليك إذا كنت أنت أو أمهم لا تستطيع الصبر على تركهم لها، فدارها في ذلك وتلطف بها، وحاول أن لا تنتزعهم منها دفعة واحدة لئلا يكون ذلك سبباً فيما ذكرت أنه سيصيبها من المرض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني