الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل المسامحة في الدين وإسقاط شيء منه

السؤال

أنا أخصائي تغذية، وعندي متابعة أونلاين.
فهناك ناس لا يريدون أن يدفعوا، مع أن المبلغ ليس كبيرا، هو 200 في الشهر.
ونظرا لأنهم شباب مثلا سواء بنات أو رجال؛ فأنا بيني وبين نفسي تأخذني رأفة بهم، وأريد أن أساعدهم، لكن لو فعلت ذلك، تقريبا سيكون عملي كله مجانا، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العفو عن مثل هؤلاء ومسامحتهم، وعدم مطالبتهم بما عليهم من مبالغ، هو من المندوبات وأفعال الخير.

غير أنه لا إثم عليك، ولا حرج في عدم مسامحتهم، خصوصا إذا أضرَّ ذلك بك في تحصيل نفقتك ونفقة من تعول.

وإذا كان بعضهم معسرا فيجب إنظاره حتى يوسر، ويستحب إبراؤه وإسقاط الدين عنه، أو شيء منه. فإن ذلك من أفضل الصدقات.

قال الله عز وجل: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة: 280}. فسمى الله -سبحانه- إبراء المعسر والوضع عنه، صدقة.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني