الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى "كأنهن الياقوت والمرجان"

السؤال

خلال قراءتي لسورة الرحمن ذكر الله سبحانه و تعالى في وصف الحور العين( كأنهن الياقوت و المرجان)سيدي:أرجو منكم أن تشرحوا لي قمة الإعجاز و البلاغة المتناهية في هذا التشبيه بين الياقوت والمرجان وكلاهما متضاد في الصفات المادية و كلاهما متشابه في الجمال.و جزاكم الله خير اً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال ابن عاشور في التحرير والتنوير معلقاً على هذا التشبيه: ووجه التشبيه بالياقوت والمرجان في لون الحمرة المحمودة أي حمرة الخدود، كما يشبه الخد بالورد، ويطلق الأحمر على الأبيض فمنه حديث بعثت إلى الأحمر والأسود.

ويجوز أن يكون التشبيه فيهما في الصفاء واللمعان. انتهى.

وقال القرطبي في تفسيره قوله تعالى: كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (الرحمن:58): روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقيها من وراء سبعين حلة، حتى يُرى مخها، وذلك بأن الله يقول: كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (الرحمن:58)، فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لأريته من ورائه، ويروى موقوفاً، وقال عمرو بن ميمون إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة فيرى مخ ساقها من وراء ذلك كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء، وقال الحسن: هن في صفاء الياقوت وبياض المرجان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني