الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتراض بالربا لسداد الأقساط الربوية

السؤال

أعيش في أوربا، وراتبي جيد -ولله الحمد- والمشكلة أنني اشتريت أشياء كثيرة بالتقسيط، والآن لا أستطيع أن أدفعها كل شهر، لأنها كثيرة، ومنها أقساط تدخل في الربا، ولم أكن أعرف هذا، فراتبي كل شهر يذهب كاملا في الأقساط، ولا يبقى منه شيء، وكنت أفكر في سداد الأقساط كلها عن طريق قرض ربوي، وبعدها أدفع فقط للقرض كل شهر مبلغا معينا يكون أخف علي من دفع الأقساط الأخرى...... ليخف علي الدفع الشهري، فما الحكم في هذا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد أقدمت على تلك المعاملات المحرمة جاهلا بحرمتها، فيرجى ألا يكون عليك حرج، لكن إقدامك على الاقتراض بالربا من أجل سداد تلك الأقساط لا يجوز، فالربا لا يباح إلا في حال الضرورة، وما شرحته من حاجتك لسداد الأقساط، لتكون قسطا واحدا، لا يظهر أنه يصل إلى رتبة الضرورة، وقد بينا حد الضرورة المبيح للربا في الفتوى: 198199.

وإذا كنت معذورا فيما سبق للجهل بحرمة تلك المعاملات، فلا تعذر في إنشاء معاملة ربوية جديدة، ما لم تلجئك إلى ذلك ضرورة معتبرة.

نسأل أن ييسر أمرك، وأن يقضي عنك دينك، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه، إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني