الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قطع الزوجة الاتصال بأهل زوجها

السؤال

لي أخت في الله، تزوجت وكانت الزوجة الثانية لشخص نحسبه على خير، وكذلك أهله، مضى على زواجها ست سنوات، ومنذ أن تزوجت حاول الزوج أن يجعل زيارته لأهله مرة مع الزوجة الأولى، ومرة مع الزوجة الثانية، لكنهم رفضوا، خوفًا من زعل الزوجة الأولى، لأنها تحبهم، وتعاملهم معاملة حسنة، فاكتفت الزوجة الثانية بالاتصال بهم، وزيارتهم كلما ذهبوا عند أخت زوجها حينما تعلم أن الزوجة الأولى لن تذهب، ولكن كان الاتصال دائمًا منها هي، وهم لا يتصلون بها للاطمئنان عليها.
وبعد خمس سنوات دعتهم صديقتي -الزوجة الثانية- لحضور زفاف أخيها، ولكن كالمعتاد، لم يأت أحد، ولا حتى تهنئة بالتليفون، ثم أنجبت طفلتها الأولى من هذا الزوج منذ حوالي أربعة أشهر، ولم يزرها أحد، ومنذ ذلك الوقت وهي تشعر بثقل الاتصال بهم، وقطعت اتصالها بهم لإحساسها بعدم التقدير منهم، أو حتى اهتمامهم بأنها بحاله جيدة أو لا، أو حتى الاطمئنان على بنت ابنهم. فهل عليها إثم إن قطعت اتصالها بهم، أو توقفت عن زيارتهم؟ مع العلم أن زوجها لا دخل له بالموقف، فهو يزورهم زيارات ثابتة، وكذلك طفلتهم -بإذن الله- لن تمنعها من زيارتهم.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأهل الزوج إذا لم يكونوا من أقارب الزوجة، فليس لهم عليها حقٌّ خاص. وعليه؛ فلا إثم على الزوجة في ترك زيارتهم، أو الاتصال بهم، إذا تجنبت الهجر المنهي عنه فوق ثلاثة أيام، ويحصل اجتناب الهجر عند الجمهور بمجرد السلام عليهم، أو ردّ السلام عليهم، وراجعي الفتوى: 430903

لكن الأولى إذا لم يكن عليها ضرر في صلتهم؛ أن تصلهم، وتحسن إليهم، وتتجاوز عن هفواتهم؛ فهذه أخلاق الكرام، وسبيل أصحاب المروءات، وهو - كذلك - من الإحسان لزوجها، وحسن العشرة بينهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني