الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن "

السؤال

ما معنى هذا الحديث:
قال عليه الصلاة والسلام:"ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"؟
وبارك الله فينا وفيكم إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد شرح المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح الترمذي هذا الحديث فقال: ما ملأ آدمي وعاء، أي ظرفا شرا من بطن صفة وعاء، جعل البطن أولا وعاء كالأوعية التي تتخذ ظروفا ثم جعله شر الأوعية لأنها استعملت فيما هي له، والبطن خلق لأن يتقوم به الصلب بالطعام وامتلاؤه يفضي إلى الفساد في الدين والدنيا، فيكون شرا منها (بحسب ابن آدم) مبتدأ أو الباء زائدة، أي يكفيه، وقوله (أكلات) بضمتين خبره نحو قوله بحسبك درهم، والأكلة بالضم اللقمة، أي يكفيه هذا القدر في سد الرمق وإمساك القوة (يقمن) من الإقامة (صلبه) أي ظهره تسمية للكل باسم جزئه كناية عن أنه لا يتجازو ما يحفظه من السقوط ويتقوى به على الطاعة (فإن كان لا محالة) بفتح الميم ويضم، أي إن كان لا بد من التجاوز عما ذكر فلتكن أثلاثا (فثلث) يجعله (لطعامه) أي مأكوله (وثلث) يجعله (لشرابه) أي مشروبه (وثلث) يدعه (لنفسه) بفتح الفاء، أي يبقى من ملئه قدر الثلث ليتمكن من التنفس، ويحصل له نوع صفاء ورقة وهذا غاية ما اختير للأكل ويحرم الأكل فوق الشبع.

وقال الطيبي رحمه الله: أي الحق الواجب أن لا يتجاوز عما يقام به صلبه ليتقوى به على طاعة الله، فإن أراد البتة التجاوز فلا يتجاوز عن القسم المذكور.

وراجع الفتوى رقم: 12157.

هذا وننبهك إلى أن الرواية التي كتبت في السؤال لم نعثر عليها، وأما رواية الترمذي فهي قريبة منها ونصها:

ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني