الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قطع العلاقة بالأجنبية بعد رسائل حب وغرام فيه ظلم لها؟

السؤال

أنا رجل متزوج، تعرفت على زميلة بالعمل. اقتربنا من بعضنا بحكم العمل لساعات طويلة. كانت تمر بظروف صعبة، لجأت إليّ، وساعدتها كثيرا، حتى تجاوزت أوقاتا صعبة، وللأسف تجاوز الكلام بيننا الحد، ومنذ هذه اللحظة أخبرتها بأننا لابد أن نبتعد عن بعضنا، وحاولت الابتعاد مرارا، ولكن لم أستطع، تعلقت بي، عرضت علي الزواج سرا بعلم أهلها، وقدمت تنازلات كثيرة لم أطلبها منها، وكنت أعلم أن ذلك لا يناسبني، ولا يناسبها. لا أنا أقدر على الزواج بهذا الشكل، ولن أستطيع أن أقدم لها شيئًا بهذه الصورة، فضلا عن العدل بينهما، أخبرتها بأن الحل الوحيد أن أعرض الأمر على زوجتي، فإن استطعت إقناعها بالأمر تزوجتها بشكل يضمن العدل، والأمان في استمرار الزواج، وإن لم أستطع تنتهي علاقتنا تماما، وقبلت مني ذلك، ورضيت، وحاولت في الأمر، ولم أستطع، فأخبرتها بانتهاء كل شيء تماما.
ثم أرسلت لها زوجتي رسالة بأن تبتعد عني، وتلومها فيها، فردت عليها بالرسائل التي قد أرسلتها إليها سابقا، وكان فيها تجاوزات كثيرة مني، ومنها.
أفسد ذلك الكثير مما بيني، وبين زوجتي، وانتهت علاقتي بالفتاة من وقتها.
تبت إلى الله من أساس هذه العلاقة منذ البداية، والتجاوز الذي حدث، وأرجو أن يعفو الله عني، ويقبل مني.
فهل أنا ظلمت هذه الفتاة ظلما يستوجب أن تسامحني عليه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فكلاكما ظلم نفسه بهذه التجاوزات المحرمة، والواجب على كليكما التوبة النصوح إلى الله -عز وجل-، وليس لهذه الفتاة حق عندك، إنما الحق لله -عز وجل- الذي فرطت في جنبه، وقصرت في حقه، وتعديت حدوده.

فإذا تبت توبة نصوحا، وقطعت كل علاقة مع هذه البنت، ومع غيرها، وبدلت بالسيئات الحسنات، فإن الله تعالى يعفو عنك، ويتجاوز عن زلتك، وترجع كمن لم يذنب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

وعليك أن تبتعد عن كل أسباب الفتنة؛ لئلا تواقع مثل هذه الذنوب، فتنأى بنفسك عن الاختلاط المحرم؛ فإنه هو ما أوقعك في ذلك الذنب، وتنأى كذلك عن النظر المحرم، ونحوه من ذرائع الشر، وأسباب الفساد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني