الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طافت للإفاضة وشكت في صحة طهارتها أثناء الطواف ولم تعد

السؤال

أمي كانت في الحج، وهي تعاني من حساسية في الصدر شديدة، وأثناء طواف الإفاضة في الشوط السادس أشتد عليها السعال فشكت بنزول قطرات بول، فأتمت الأشواط السبعة ثم ذهبت فتوضأت وأتمت السعي بالكامل ثم ذهبت وأعادت طواف الشوطين السادس والسابع، فما حكم الطواف، وما الذي تفعله للتأكد من صحة الحج إن شاء الله تعالى، علماً بأنها الآن في مصر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن جمهور الفقهاء على أن الطهارة من الحدث والطهارة من الخبث من شروط صحة الطواف، قال ابن قدامة في المغني: مسألة: قال -يعني الخرقي-: ويكون طاهراً في ثياب طاهرة، يعني في الطواف، وذلك لأن الطهارة من الحدث والنجاسة والستارة شرائط لصحة الطواف في المشهور عن أحمد، وهو قول مالك والشافعي. انتهى.

ويعني بالستارة ستر العورة، وعلى هذا فمن طاف بالبيت على غير طهارة، فطوافه باطل، ولكن لا يبطل بمجرد الشك في الحدث، فإن الشك في الطهارة بعد تحققها لا أثر له على الراجح من أقوال أهل العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال: لا ينفتل أو لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً. متفق عليه، واللفظ للبخاري.

والقاعدة الفقهية تقول: "اليقين لا يزول بالشك" وعليه فطواف أمك صحيح ولا شيء عليها، إذ أنها لم تتيقن الحدث كما ذكرت في السؤال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني