الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وضع الجنازة أمام المصلين أثناء الصلاة

السؤال

أحيانا يأتون بالميت ويضعونه أمامنا ونحن نصلي وتوجد أمامناغرفة مخصصة للأموات يضعون الميت فيها لانتظار الصلاة إلى أن نصلى ويأتون بالميت لكي نصلي عليه هل وضعه أمامنا ونحن نصلي أو في هذه الغرفة فيه شيء خصوصا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن نصلي إلى المقبرة ومعلوم أن صلاة الجنازة تصلى قياما لكي لا يكون فيها شبه تعظيم لغير الله والميت لوترك في الغرفة لصارت له قبرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كره جماعة من العلماء وضع الجنازة في المسجد، وهذا قول مالك.

قال مالك رحمه الله: أكره أن توضع الجنازة في المسجد.

وقال خليل: في مختصره: وإدخاله المسجد، أي وكره إدخاله أي الميت بمسجد، وتشتد الكراهة إذا وضعت الجنازة في قبلة المصلين.

قال الشيخ علي القاري في المرقاة (2/372) عند كلامه على حديث: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها.

قال رحمه الله: وفي معناه بل أولى منه الجنازة الموضوعة (يعني في قبلة المصلين، وهو مما ابتلي به أهل مكة حيث يضعون الجنازة عند الكعبة ثم يستقبلون إليها.

وقال العلامة الألباني رحمه الله معلقا: يعني في صلاة الفريضة، وهذا بلاء عام قد تعداه إلى بلاد الشام والأناضول وغيرها، وقد وقفنا منذ شهر على صورة شمسية قبيحة جدا تمثل صفا من المصلين ساجدين تجاه نقوش مصفوفة أمامهم فيها جماعة من الأتراك كانوا ماتوا غرقا في باخرة. اهـ.

فينبغي على القائمين على هذا المسجد أن ينتهوا عن وضع الجنازة أمام المصلين أثناء الصلاة، بل يضعونها خارج المسجد، وإذا أرادوا الصلاة عليها أدخلوها.

مع العلم وأن الغالب من هديه صلى الله عليه وسلم هو الصلاة على الجنائز في المصلى خارج المسجد وإن كانت الصلاة عليه في المسجد صحيحة، كما في الفتوى رقم: 17049.
وأما الجنازة إذا كانت توضع في الغرفة فالحكم ينبني على معرفة الغرفة هل هي في داخل المسجد ويدخلها المصلون للصلاة فيها أم هي خارج المسجد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني