الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شهود الزنا يشترط فيهم سبعة شروط

السؤال

باختصار لدي شك أنا ومن معي من بعض الأقارب بزنى خالتي مع رجل خالتي الأخرى بشكل مستمر لوجود عدة مواقف منها: كنت جالسا وسط البيت وكانت خالتي المشكوك في زوجها ذاهبة ولكن زوجها موجود فلم يكن هناك أحد في البيت إلا أنا وخالتي الأخرى وشخص آخر فرأيت خالتي تقف أمام الباب وكأنها أشارت إليه أو أشار إليها بالخروج ثم خرجت خالتي من الباب الخلفي و خرج هو من الباب الأمامي فتبعته فلاحظت أنه لم يخرج بل دخل للحديقة مع العلم أن الحديقة محيطة بجميع ألأبواب الداخلي والخارجي ثم رجعت فدخلت و بعد فترة دخلت خالتي إلى الحمام مباشرة واغتسلت وخرج هو أي لم يخرج من الأول هذا موقف معي وهناك عدة مواقف أخرى مع أختي حيث رأت أشياء تثير الشك وأيضا ابن خالتي وأنا أثق بأختي وابن خالتي السؤال: ما الحل الأمثل لهذه المشكلة لأنه كلما خرجت خالتي أعتقد ولم أر مباشرة ولم ير أحد منا أنه يزني؟ وأيضا هل علينا إثم عند التحدث عن هذا الموضوع لحله؟ و لو كنا نريد أن نكون أربع شهداء فمن الطبيعي أن نفهم هؤلاء الأربعة الموضوع؟
أفيدونا أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأعلم -جعلنا الله وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه- أن الزنا ليس كغيره من الأمور، وموضوعه خطير جداً، ففعله كبيرة من الكبائر، ولكن رمي الشخص به من غير أن تتوافر شروط ثبوته أمر عظيم جداً، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4]، وقال تعالى: لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النور:13]، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات.... وعد منها: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات.

وما ذكرته من الريبة بين خالتك وزوج خالتك الثانية، وما رأته أختك من أشياء تثير الشك، وما رآه ابن خالتك كل هذه الأمور لا تعتبر أدلة كافية على حصول الزنا، وإنما هي فقط أدلة على الخلوة بين الأجانب، وهي أمر محرم، فواجبكم الآن أن تنصحوا خالتكم بتجنب الخلوة مع الأجانب، وتفعلوا مثل ذلك للرجل المذكور، وتبينوا لهما ما ورد في ذلك من التحريم.

- ثم إذا كان حديثكم عن هذا الموضوع هو من أجل حله فلا إثم عليكم في ذلك، وشهود الزنا يشترط فيهم سبعة شروط هي: كونهم أربعة - كونهم رجالاً- كونهم أحراراً- كونهم عدولا- كونهم مسلمين- أن يصفوا الزنا فيقولوا: رأينا ذكره في فرجها كالمرود في المكحلة أو كالرشاء في البئر- وأن يجيء الشهود كلهم في مجلس واحد، وراجع المغني لابن قدامة 9/65.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني