الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرد روايات "اعدد ستا بين يدي الساعة" ورتبتها

السؤال

ما مدى صحة الحديث التالي جزاكم الله خيراً.
أخبرني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران، حدثني أبي، حدثنا أبو الطاهر، وأبو الربيع المصريان قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن شريح، عن ربيعة بن سيف المعافري، عن إسحاق بن عبد الله: أن عوف بن مالك الأشجعي أتى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في فتح له، فسلم عليه، ثم قال: هنيئا لك يا رسول الله، قد أعز الله نصرك، وأظهر دينك، ووضعت الحرب أوزارها بجرانها، قال: ورسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قبة من أدم، فقال: (ادخل يا عوف)، فقال: أدخل كلي أو بعضي؟ فقال: (ادخل كلك)، فقال: (إن الحرب لن تضع أوزارها حتى تكون ست: أولهن موتي)، فبكى عوف، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (قل إحدى)، والثانية: فتح بيت المقدس، والثالثة: فتنة تكون في الناس كعقاص الغنم، والرابعة: فتنة تكون في الناس، لا يبقى أهل بيت إلا دخل عليهم نصيبهم منها، والخامسة: يولد في بني الأصفر غلام من أولاد الملوك، يشب في اليوم كما يشب الصبي في الجمعة، ويشب في الجمعة كما يشب الصبي في الشهر، ويشب في الشهر كما يشب الصبي في السنة، فما بلغ اثنتي عشرة سنة ملكوه عليهم، فقام بين أظهرهم فقال: إلى متى يغلبنا هؤلاء القوم على مكارم أرضنا، إني رأيت أن أسير إليهم حتى أخرجهم منها، فقام الخطباء، فحسنوا له رأيه، فبعث في الجزائر والبرية بصنعة السفن، ثم حمل فيها المقاتلة، حتى نزل بين أنطاكية والعريش، قال ابن شريح: فسمعت من يقول: إنهم اثنا عشر غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا.فيجتمع المسلمون إلى صاحبهم ببيت المقدس، وأجمعوا في رأيهم أن يسيروا إلى مدينة الرسول -صلَّى الله عليه وسلم-، حتى يكون مسالحهم بالسرح وخيبر، قال ابن أبي جعفر: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم: (يخرجوا أمتي من منابت الشيح)، قال: أو قال الحارث بن يزيد: إنهم سيقيموا فيها هنالك، فيفر منهم الثلث، ويقتل منهم الثلث، فيهزمهم الله -عزّّ وجل- بالثلث الصابر، وقال خالد بن يزيد: يومئذ يضرب والله بسيفه، ويطعن برمحه، ويتبعه المسلمون، حتى يبلغوا المضيق الذي عند القسطنطينية، فيجدونه قد يبس ماؤه، فيجيزون إلى المدينة، حتى ينزلوا بها، فيهدم الله جدرانهم بالتكبير، ثم يدخلونها، فيقسمون أموالهم بالأترسة، وقال أبو قبيل المعافري: فبينما هم على ذلك، إذا جاءهم راكب فقال: أنتم ها هنا والدجال قد خالفكم في أهليكم، وإنما كانت كذبة، فمن سمع العلماء في ذلك أقام على ما أصابه، وأما غيرهم فانفضوا، ويكون المسلمون يبنون المساجد في القسطنطينية، ويغزون وراء ذلك حتى يخرج الدجال السادسة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الحديث صححه الحاكم، وخالفه الذهبي فذكر أن فيه انقطاعاً، وقد أخرج البخاري عن عوف حديثاً ذكر فيه ستا من علامات الساعة يرجع إليه في الفتوى رقم: 24896.

وقد أخرج ابن منده في الإيمان حديثاً قريباً من حديث البخاري ذكر فيه ست مسائل من علامات الساعة، وقد صحح ابن منده سنده كما صححه الألباني في فضائل الشام.

قال ابن منده أخبرنا عمر بن محمد بن سليمان العطار بمصر ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي ثنا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زيد ثنا أبو عبد الله بن العلاء عن مكحول عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في خباء له من أدم فسلمت، ثم قلت: أدخل؟ قال: ادخل، فأدخلت رأسي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوءاً مكيناً، فقلت: يا رسول الله، أدخل كلي؟ قال: كلك، فلما جلست قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ست خصال بين يدي الساعة: موت نبيكم عليه السلام، فوجمت لذلك وجمة ما وجمت مثلها قط. قال: قل: إحدى. قلت: إحدى. قال: وفتح بيت المقدس، وفتنة فيكم تعم بيوتات العرب، وداء يأخذكم كقعاص الغنم، ويفشو المال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم في ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً. انتهى، هذا إسناد صحيح على رسم الجماعة رواه الوليد بن مسلم وغيره عن ابن زبر. انتهى، ورواه يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن مكحول وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء ثقة حدث من كتاب أبيه روى عن ابن عوف وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان. انتهى.

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بناء له فسلمت عليه، فقال لي: يا عوف، قلت: نعم. قال لي: ادخل. قلت: كلي أو بعضي. قال: بل كلك، فقال: يا عوف، اعدد ستا بين يدي الساعة: أولهن موتي. قال: فاستبكيت حتى جعل يسكتني، ثم قال: قل إحدى. قلت: إحدى. قال: والثانية فتح بيت المقدس. قل: اثنتين. قلت: اثنتين. قال: والثالثة موتان يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم. قل: ثلاثاً. قلت: ثلاثاً. قال: والرابعة فتنة تكون في أمتي وعظمها. قل: أربعاً. قلت: أربعاً. قال: والخامسة يفيض فيكم المال حتى إن الرجل ليعطي المائة دينار فيتسخط. قل: خمساً. قلت: خمساً. قال: والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيسيرون إليكم على ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً. اهـ . رواه أبو المغيرة وبقية وغيرهما عن صفوان هذا إسناد صحيح أخرج مسلم بهذا الإسناد حديث السلب للقاتل. اهـ إسناده صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني