الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المخطوبة يلزمها الاحتجاب عن خطيبها حتى يعقد عليها

السؤال

ما حدود العلاقة بين الخاطب والمخطوبة، وإذا أمسك يديها وسامحته وحذرته من فعل ذلك مرة أخرى, وفعل ذلك مرات أخرى, وفي كل مرة يقول هذه آخر مرة, ماذا تفعل، هل تتركه لأنه بذلك يعصي الله أم ماذا؟ ولكم كل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على كل خاطب أن يعلم أن مخطوبته أجنبية منه حتى يتم العقد، وإنما أباح له الشرع أن ينظر إليها أول الأمر ليكون ذلك داعياً إلى نكاحها، وبعد أن ينظر إليها، فإما أن يقرر الزواج منها ثم يمسك عنها ولا ينظر إليها ولا يخلو بها ولا يمسها من باب أحرى حتى يتم العقد، هذه هي حدود العلاقة بين الخاطب ومخطوبته.

وعليه؛ فإن ما يفعله الشخص المذكور من تعمد مس أجنبية منه لا يحل له، ويتنافى مع الأخلاق ومع ما هو مقبل عليه من الزواج وإعفاف نفسه، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم فعله هذا زنا، ففي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه.

ثم إن على هذه المرأة أن تمتنع من الخلوة بهذا الرجل، لأن ذلك لا يجوز، وكذا لا تكلمه كلام خضوع ولين، ولا يجوز لها إعانته على الإثم بأن تمكنه من مسها أو النظر إليها؛ بل يلزمها الاحتجاب عنه حتى يعقد عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني