الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حول الانتقال من قبيلة إلى أخرى

السؤال

وبعد:-أكتب اليكم رسالتى هذه عارضاً لكم من خلاله المشكلة التى ظلت تؤرقنا وتستثير مضجعنا وهى.:-اننا من عائلة تعرف باسم (القريد واسعيد) وهذه العائلة تنحدر من جذور قبيلة عريقة لها أصلها وفصلها ومكانتها بين المجتمعونحن نقطن فى منطقة بالجماهيرية الليبية تعرف بمدينة جالو وأُجلا قبائل هذه المنطقة ترجع لأصول قبائل أخرى اجتمعتوكونت مع بعضها بتحالف أو اتحاد قبائل مشتركة بات يعرف بقبيلة (المجابرة) فجأة وجدنا أنفسنا منضوين تحت لواء هذا الحلف الذى جاء من كلمة (تجابرو) اى اتحدو وتآلفوأ واجتمعوا على مواثيق محددة تكفل لهم العيش بمبدأ القبيلة الواحدة و رغم ذلك بتنا نعانى من مشكلة قائمة بذاتها إلى الآن وهى عدم اندماجنا بالمعنى الحقيقى داخل بنية هذه القبيلة أى أصبحنا وللأسف نشعر بوجودنا كجسم غريب وضع وسط جسم آخر فلا هم يعترفون بانتمائنا لهم ولا نحن نشعر بحقيقة الانتماء الحقيقى لهذه القبيلة الأمر الذي جعل بيننا وبينهم حاجزا ، وهو الود المفقود والتراحم والتعاون الحقيقى مثل الذى يحدث بين القبائل الأخرى، وهو ماشكل لنا عقبة فى الاندماج الكلى فى داخل أحضان المجتمع الذى نحن فيه ،فسبب لنا العديد من المشاكل والمعوقات حيث إننا نجد أنفسنا أمامهم (مجابرة) وخلفهم ينكروننا ويعاملوننا على اننا ننتمى الى قبيلتنا الاخرى والامر اصبح لدينا فى موقف حرج جدا لايقبل فيه الانتظار او التهاون ولقد قررنا نحن الشباب العائلة بالعودة الى القبيلة الام والتى يرجع انتمائنا اليها ، ولكن للاسف وجدت دعوتنا بالصد وعدم القبول بل بالرفض الكامل من قبل كبار الاسرة لدينا مما سبب لنا ضيقاً وحرجاً كبيرين ، إذ هم يملكون حق رفع الفيتو(وهى قلة السماح وعدم الرضى) فى وجهنا كلما تطرقنا إلى الخوض فى غمار هذا الموضوع نجدهم اكثر اصراراً بتمسكهم بهذا الجانب اى بانتمائهم الى هذه القبيلة وانهم لا يريدون الرجوع الى القبيلة الاصلية برغم كل مانعانيه ونلاقيه من معاملتهم ، وللاسف ان معظم شيوخ العائلة تسيطر عليهام افكار بعض الشيوخ الذين ينظرون الى مصلحتهم الخاصة بنظرة تعادل 1 الى 100 من مصلحة الاخرين وهم يملكون المال ويسيطرون على عقول الشباب ،فى الرضوخ لامرهم ،بالرغم من اننا علمنا بان راى الدين فى هذه النقطة بالذات تؤيد رأينا وتعاضد موقفنا فى هذه القضية ، لما قرأناه عن عدة أحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام وأن الله ينكر مثل الالتحاق الى قبيلة اخرى لها وجود فى المجتمع ،ورغم ذلك ننحن نرضخ لراى ابائنا حتى لا نجعلهم يغضبون علينا.علماً باننا وصلنا الى طريق مسدود فى الحصول على موافقتهم وهم مصرون على البقاء فى هذه القبيلة ونحن مما نلاقيه من ذل وهوان وعدم احترام لوضعيتنا وجدنا اخذين القرار بالعودة الى القبيلة الام التى ننتمى اليها،ولو كان على حسب رفض الاباء وعدم قبولهم.علماً، بانهم يدركون جيدا باننا ننتمى الى قبيلة اخرى تعرف باسم(الجوازى) وحتى اجدادنا الى وقت قريب اى فى الفترات الماضية لم يذكرو انتمائهم لقبيلة المجابرة بل كان انتماؤهم الفعلى لقبيلة الجوازى وهناك وثائق تؤكد ذلك وهى من فترة لاتزيد عن خمسين سنة والى الان لايعرفون فى المنطقة الا بانتمائهم الى هذه القبيلة .وما اريد ان اساله لكم هو: هل علينا اثم اذا رجعنا الى قبيلتنا الاصيلة وكان هناك رفض من الوالدين والاسرة باكملهاوراى الشرع صراحة فى مثل هذا الموضوع؟هل يعتبر خروجنا قلة طاعة او عصيان للوالدين اللذين يرفضون هذا المبدا؟ما راى الدين فى حقيقة ما يعرف بالحلف المجرد ونتماء الفرد اليه؟ وماهى شروطهنرجوا ان تعطونا اجابة كافية وشافية لما نعانينه من اضطهاد وعدم انتماء فى هذه المشكلةوارجو ان تبعثوه لى بجواب خاص عبر الايميل لان هذه المشكلة لاتعنينى لوحدى بل عائلة باكملهاولكم منى جزيل الشكر والتقدير وجزاء الله خيراً من اعان على فعل الخيروادعوا الله ان يجزيكم خير الجزاء والثواب على كل ماتقدمونه من خير وعملاً صالح لهذه الامة اخوكم فى الله/ احمد اسعيد عامر الجماهيرية الليبيةجالو-ص.ب 20899

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تم الجواب على هذا السؤال في الفتوى رقم: 46945

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني