الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرق مالا من أبيه ثم عزم على أداء العمرة

السؤال

لقد قمت بسرقة مال كثير من والدي من غير علمه عندما كنت طالبا والآن تبت والحمد لله ولكن قرأت أن من أراد التوبة لابد من إعادة المال الذي سرقه ، أنا طالب تخرجت هذه السنة من المدرسة وليس لدي المال لأعيده إلى والدي فقطعت على نفسي أن أعيده حال ما أحصل عليه، وفي هذه السنة سأؤدي العمرة ولكني خائف من أن لاتقبل عمرتي ، وأنا أخاف أن أخبر أحدا من أهلي بهذا الموضوع ، فهل تقبل عمرتي إذا اعتمرت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السرقة محرمة سواء كانت من مال الوالد أو من غيره، وعليك أن تطلب منه المسامحة وأن ترضيه أو ترد إليه ماله لأن من شروط قبول التوبة فيما فيه حق للعباد أن تتوب إلى الله وتتحلل من أصحاب الحقوق برد حقوقهم إليهم أو طلب السماح منهم، فإذا سامح صاحب الحق في حقه فإنه لا يجب رد المال إليه، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا بد من أن يفصل له الأمر، ثم إنه إذا كنت لا تحب إخباره بالموضوع فيكفي أن ترد إليه المال على شكل هدية وتنوي بها رد ماله إليه وتطلب منه مع ذلك المسامحة في حقوقه على سبيل الإجمال.

واعلم أن ما حصل منك لا أثر له على قبول العمرة ولكن تسديد الديون الحالة مقدم على الإنفاق في العمرة إن لم يأذن الدائن، وأما إذا أذن الدائن أو كانت العمرة لا تتكلف فيها نفقات فلا حرج في العمرة، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 36270 و 13501 و 2827.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني