الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الاستهزاء بالدين والمعصية

السؤال

اتفقت أنا وصديقي على أن مشاهدة صور النساء الخليعة والاستهزاء بالدين كلاهما شر وخطر على الدين. ولكن اختلفنا أيهما أشد ضرراً؟ وهل يختلف الحكم إذا كانت الصور لنساء كافرات والذين يقومون بالاستهزاء ممن ينتسبون إلى الإسلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما اتفقتما عليه من أن مشاهدة صور النساء الخليعة والاستهزاء بالدين شر وخطر على الدين صحيح لا شك فيه، لكن شتان ما بينهما، فالنظر إلى صور النساء العاريات حرام ومعصية، ومرتكبه مخالف لما أمر الله به من غض البصر عما لا يحل النظر إليه كما في قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور: 30]. ولا فرق بين المسلمة والكافرة في حرمة النظر إليها.

أما الاستهزاء بالدين، فهو كفر مخرج من الملة، وسواء كان الاستهزاء هزلاً أو جداً، لقوله تعالى مخاطباً لمن استهزءوا بالله وآياته ورسوله عندما جاؤوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا يخوضون ويلعبون، عندها أنزل الله في شأنهم قوله: لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة: 66].

والاستهزاء بالدين من أعظم أمراض الشبهات، وهي مفسدة للقلب، وصاحبها في مواجهة خندق المؤمنين، وعسكر المسلمين. فإن من استهزأ بالدين فقد فضل غيره عليه، أياً كان هذا المفضَّل لديه.

والخلاصة أن هذين الأمرين كلاهما عظيم، وباب شر وفتنة في الدين. والواجب الحذر منهما جميعاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني