الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة النافلة جالسا مع القدرة جائزة

السؤال

أنا يا سيدي شاب في السابعة والثلاثين من العمر طولي 164 سنتيمتر ووزني 105 كيلو جرام أقوم بأداء جميع الفروض كاملة والحمد لله، ولكن نظراً لوزني الزائد أقوم بأداء النوافل وقيام الليل وأنا جالس حتى لا أتكاسل عنها وأحس أن صلاتي وأنا جالس غير كاملة وأحس بتأنيب الضمير لأنني لا أقوم ببذل الجهد الكافي وهو في الحقيقة يكون في بعض الأحيان فوق طاقتي الجسمانية، وبدلا من أن أصلي نوافل أكثر خلال الليل أكتفي بركعتين قيام الليل فقط فهل أنا آثم في هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك في صلاة السنن والنوافل كقيام الليل جالساً ولو مع القدرة على القيام ومن فعل ذلك فلا إثم عليه، إلا أن ثواب القائم ضعف ثواب القاعد إذا لم يكن به عذر، لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة. رواه مسلم وغيره، وعن عمران بن حصين قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعداً فقال إن صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد. رواه البخاري.

وقال ابن قدامة: لا نعلم خلافاً في إباحة التطوع جالساً وأنه في القيام أفضل. انتهى.

أما من كان به عذر كحال السائل فجلوسه لا ينقص من أجره على الراجح، وذلك لتغليب سعة فضل الله تعالى وعظيم لطفه بعباده المؤمنين ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً. أخرجه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني