الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى أهمية الجمال في النكاح

السؤال

أدرس حاليا في الهند .. في الجامعة أعرف فتاة من نفس الفصل (زميلة هندية مسلمة ولكن إسلام على ورق فقط) مع الزمن أصبحت قريبة مني أكثر فأكثر وهي لم تكن لي سوى زميلة بعد سنة طلبت مني الزواج ولكني رفضت بسبب أنها ليست جميلة على الإطلاق وجدا قصيرة على مستوى كتفي مع العلم أني لست طويل القامة بل بين القصير ومتوسط الطول ولكن بعد زمن وإصرار منها فكرت لم لا... لأني إذا تزوجتها سأصطحبها معي إلى السعودية وأعلمها الدين الصحيح وأجر الآخرة أفضل من الجمال في الدنيا القصيرة الفانية.
ولكن بعد مدة قصيرة فكرت في المستقبل هل سيتعرض بناتي في المستقبل لنفس مشكلة الوالدة ليست جميلة وقصيرة وسيرفضن للزواج مثل ما رفضت أمهن في البداية وستصعب حياتهن أنا لا أعلم الغيب ولكن هذا إفتراض جائز حدوثه فأرجو من سماحتكم إرشادي ماذا أفعل هل أرفضها أو أتزوجها بغاية الأجر؟
والشكر الجزيل لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن جمال المرأة عامل طبيعي من العوامل التي ترغب في الزواج منها والتطلع إليه أمر شرعي، فقد أخرج النسائي وأحمد وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.

قال السندي عند شرحه لهذا الحديث: إذا نظر لحسنها ظاهراً أو لحسن أخلاقها باطناً. انتهى.

وقال ابن قدامة في المغني: ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح. انتهى.

وعليه.. فإن كان في هذه الفتاة من الأخلاق والجمال ما يدعوك إلى الزواج بها وكانت ملتزمة بفرائض الدين وأحكامه كالصلاة والحجاب فلا نرى مانعاً من زواجك منها، ولا يعيبها كونها قصيرة أو غير فائقة الجمال ما دامت تفي بالمقصود. وبخصوص ما تخشاه من تأثير ذلك على أولادك في المستقبل فذلك أمر غير مقطوع به. وننبه السائل إلى أنه يحرم عليه مخالطة هذه الفتاة أو غيرها من الفتيات الأجنبيات حتى يعقد عليها عقدا صحيحاً لأن الإسلام حرم كل علاقة من هذا النوع، وانظر الفتوى رقم: 4220.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني