الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الجمال لا يكون يتغيير خلق الله

السؤال

أنا فتاة مسلمة أحاول أن أطبق مبادئ ديننا الحنيف قدر ما أستطيع وبعون من الله أريد أن أسأل سؤالاً خاصاً عن الحواجب، أعرف كثيرا من الفتيات الآن يسألن هذا السؤال: لقد سألت بعض الشيوخ منهم قالوا نعم ومنهم قالوا لا لتنظيف الحواجب... وإني لأستغرب فمنهم من يقول إن تنظيف الحواجب حرام، ومنهم يقول يجوز أن نزيل من شعر الحاجب ولكن لا نحاول أن نزيل الحاجب كله ونرسمه، وسؤالي ما سبب اختلاف الفتوى في موضوع الحواجب بين المفتين، فمنهم يقول حرام وجزء يقول حلال، أنا أريد أن أعرف سبب الخلاف، بالرغم من وجود حديث واضح عن رسول الله (لعن الله النامصة والمتنمصة...) والذي يبين لنا الإجابة، وخصوصاً أني فتاة وبصراحة أن الحواجب تؤثر على شكلي والكل يقول لي إن مظهري ليس جميلاً ، وأني إذا أزلت الزوائد التي حول حاجبي سأكون أجمل وأن كلامهم يؤثر ويحز في نفسي فما سبب اختلاف الفتاوى في هذا الموضوع، وأرجو أن تذكر لي أسماء المفتين الذين أفتوا بأنه حلال أو بأنه حرام، والحمد لله أن أنعم علي بنعمة الإسلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يعيننا وإياك على تطبيق ما علمنا من ديننا الحنيف، واعلمي أن نمص الحاجبين محرم لما روى الشيخان من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.

وقال ابن قدامة في المغني: فهذه الخصال محرمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعلها، ولا يجوز لعن فاعل المباح.

واستثنى أهل العلم من هذا النهي مسألتين هما:

1- أن يكون الفعل لضرورة العلاج الذي لا يتم إلا بالأخذ منها، فإن من القواعد المسلمة أن الضرورات تبيح المحظورات.

2- أن يكون شعر الحاجبين زائداً على المعتاد زيادة مشينة للخلقة، بحيث تصل إلى حد التشويه، وراجعي في هذا فتوانا رقم: 1007، وراجعي في الخلاف في نمص الحاجبين من أجل الزوج الفتوى رقم: 17609.

وقد تبين مما ذكرنا رجحان حرمة النمص، ولا ينبغي للعاقل الذي يريد التمسك بمبادئ الدين الحنيف أن يترك القول الراجح ويبحث عن الأقوال الضعيفة.

وعليه فلا تستمعي إلى أولئك الذين يقولون لك إن إزالة الزوائد التي حول حاجبيك ستجعلك أجمل، لأن طلب الجمال بتغيير خلق الله هي علة الحرمة كما دلت عليه كلمة "للحسن" التي في الحديث السابق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني