الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبواه لا يرتضيان أهل الفتاة التي يريد زواجها

السؤال

أنا كنت أحب فتاة ملتزمة وممتازة لمدة 5 سنوات بعدها خطبتها لكن أهلي كانوا يضغطون علي لتركها لأنهم يرون أنهم غير متأقلمين مع أهلها، وأهلها لا يناسبونهم، مع العلم بأن والدها طبيب ووالدتها سيدة محترمة جداً ولم يشترطوا علينا أي شيء ومن كثرة الضغط تركتها للأسف، لكن بعد فترة لم أقدر تفكيري كله لها هي مناسبة لي لأقصى درجة علم ودين وتربية وتفاهم، كلمتها لنرجع لكن أهلي رافضين لأهلها لكنهم لا يرفضون البنت، ويقولوا عليها أحسن الكلام اعتراضهم على أهلها مع أن والدتي زارتهم قبل الخطوبة بسنة وتعرفت على أهلها وبيتها وأكملوا الخطوبة دون أدنى اعتراض مع العلم بأن والدها موافق على رجوعنا لأنه يدري أننا كل منا يريد الآخر، وأنا ابن بار جداً بأهلي ولا أقصر معهم في شيء أعمل مع والدي ولا أجعله يحتاج شيئاً وهم يعلمون ذلك جيداً بأني ابن بار ومميز عن أخواتي في معاملتي لهم ومن اهتمامي بهم، ماذا أفعل وهي بنت مثالية، وهم يحبونها إلى الآن، ساعدوني؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق فينبغي أن لا تتعجل في التخلي عن خطبتها، بل ننصحك بمحاولة إقناع أبويك برغبتك في الزواج منها، ولو احتجت في إقناعهم إلى توسيط أهل الخير والفضل، وكل من له جاه مقبول عندهما فلا حرج، ونبههما إلى أنه إذا كان الدافع للرفض كون هذه الفتاة من أسرة أقل مكانة من أسرتكم فأعلمهم أن الشرع اعتبر الكفاءة من الرجل دون المرأة.

قال صاحب بدائع الصنائع: والكفاءة تعتبر للنساء لا للرجال على معنى أن تعتبر الكفاءة في جانب الرجال للنساء ولا تعتبر من جانب النساء للرجال، لأن النصوص وردت بالاعتبار في جانب الرجال خاصة. انتهى.

وقال ابن قدامة في المغني: الكفاءة معتبرة من الرجل دون المرأة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا مكافئ له وقد تزوج من أحياء العرب وتسرى بالإماء. انتهـى.

فإذا اقتنع والداك بهذا ووافقا على زواجك من هذه الفتاة فاحمد ربك على بلوغ مرادك وإلا فلا يجوز لك الإقدام على هذا الزواج لما فيه من عقوق أبويك وقد أمرت في نصوص كثيرة ببرهما، وانظر الفتوى رقم: 17763.

وعسى أن يكون في ذلك الخير الكثير لك فنتيجة بر الوالدين محمودة العاقبة بإذن الله تعالى، ثم إذا تركت خطبة هذه الفتاة فاصرف قلبك عن التفكير فيها، ولا يشغلنك الشيطان بأمرها ويصور لك أن النساء الصالحات غيرها لا يوجدن، بل النساء غيرها كثر وفيهن الصالحات فابحث عن زوجة صالحة وسارع بالزواج.

وننبهك إلى أمر مهم جداً وهو أنه لا يجوز إنشاء علاقات الحب والغرام بين الرجال والنساء، ولو كان ذلك بغرض التعارف قبل الزواج، لما يترتب على ذلك من محاذير شرعية ومفاسد عظيمة وعواقب وخيمة، والخطيبة أجنبية على الخاطب حتى يعقد عليها عقداً شرعياً صحيحاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني