الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تهافت القول بأن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم

السؤال

فقد كان من بعض المشايخ المعتبرين إنكار القاعدة العلمية: أن المادة لا تفنى ولا تستحدث، وأن العلماء سيدركون خطأهم، كما تراجع بعض العلماء عن نظرية التطور الإنساني، والحقيقة أن معنى كون المادة لا تستحدث: هو أن الإنسان عاجز عن الخلق في الاصطلاح الديني، ولا تفنى: أي ما تحدى الله به سبحانه البشر حين قال: يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان.
والمعروف في العلم الحديث أن إدراك الشيء ممكن، يعني إمكان العمل به، فإذا قال العلماء أن المادة تستحدث فيعني أن البشر قادر على الخلق، والله سبحانه يقول: أفمن يخلق كمن لا يخلق، كذلك وضح أمر إفناء المادة، فالقول الدقيق -وفضيلتكم أعلم- أن المادة لا تفنى ولا تستحدث من المخلوق، وتفنى وتستحدث من الخالق.
جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عبارة: المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، والتي يعبر عنها البعض: الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، لم يُسلِّم بها العلماء التجريبيون، وراجع كتاب: الفيزياء ووجود الخالق، للدكتور جعفر شيخ إدريس، رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة.

ثم إن هذه العبارة بهذا الإطلاق لا تجوز شرعا، فقولهم: المادة لا تفنى، باطل لأن كل ما سوى الله يفنى، قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [سورة الرحمن: 27،26]. وقال سبحانه: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [سورة القصص: 88].

ومعنى قولهم: لا تستحدث من العدم، أن المادة أزلية، وفي ذلك نفي للخلق، والله تعالى يقول: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [سورة الزمر: 62].

ويلزم من عبارة الفيزيائيين آنفة الذكر أن الكون مستغن عن الله، فلا رب خلقه، ولا رب يدبره ويقوم عليه بالرعاية، وهذا منطق الملاحدة، فالله هو الحي القيوم.

والواجب أن تنقى كتب العلوم التجريبية التي تدرس في بلاد المسلمين من العبارات التي تكرس الإلحاد في أذهان الطلاب، وأن لا يؤخذ كلام العلماء التجريبيين الظني دون عرضه على قواطع العقيدة الإسلامية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني