الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة الكتمان المطلوب عند غسل الميت

السؤال

ماتت لنا إحدى القريبات من بعيد، وفي الغسل دعا أهلها أمي لحضور الغسل وأثناء الغسل لاحظت أمي بعض الكدمات على جسدها وكأنها تعرضت للضرب فأدى إلى موتها فأخبرت أمي أبي بما رأت. فهل هذا يعتبر خيانة للأمانة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتغسيل الميت من أفضل القربات، وأكثرها ثوابا عند الله. روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي رافع مرفوعا: من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعين كبيرة. وروى الحاكم في المستدرك مثله.

والمقصود من الكتمان عدم ذكر ما يمكن أن يلاحظه الغاسل من اسوداد الوجه مثلا ونتن الرائحة، ونحو ذلك مما يوحي بأن المرء ليس من أهل الخير.

وأما الذي ذكرته في السؤال فليس فيه ما يدل على أن ثمة أمانة حتى نقول إن أمك قد خانتها.

ولكن الأحوط للمرء أن لا يتعجل في الإخبار بكل ما يرى، إذ قد يكون الأمر على خلاف ما تصوره، فقد تكون الآثار التي في المتوفاة من بقايا مرض قديم أو تكون لها أسباب أخرى عادية. وذكر مثل هذا النوع من الأمور قد تترتب عليه فتن وإفساد. فعلى أمك أن تتجنب الكلام في مثله. وعلى أبيك أن يكتم ما سمعه من أمك تفاديا لما يمكن أن ينجر عنه.

وعلى كل حال؛ فلم يتبين لنا فيه وجه لخيانة الأمانة.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني