السؤال
أشعر أحيانًا بنزول البول مني، فأذهب لأتفقّد، فلا أجد شيئًا، ولكنّي أشمّ رائحة بول. علمًا بأن الملابس التي أرتديها كانت قد خرجت من الغسيل، فهل في هذه الحالة تُعدّ ملابسي نجسة؟
أيضاً: استيقظتُ من النوم فوجدتُ رائحةً على ملابسي الداخلية، وغلب على ظنّي أنّها رائحة بول، لكن دون وجود أثرٍ ظاهر، فقمتُ بتغيير الملابس الداخلية، ونسيتُ أن أُغيّر الملابس الخارجية، ومع العلم أنّي عندما تذكّرت لم أجد رائحة بول على الملابس الخارجية (وملابسي الداخلية تكون ملاصقة لها)، فهل يجب عليَّ إعادة الصلاة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في الأشياء الطهارة، ولا يحكم بنجاسة شيء إلا بيقين، والطهارة المتيقنة لا تزول بمجرد الشك فيها.
وقد تقرر عند العلماء قاعدة شرعية وهي: اليقين لا يزال بالشك، ومن أدلتها: أمره صلى الله عليه وسلم الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة أن: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا. متفق عليه. فقد أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى قطع الشك بالعودة إلى اليقين الذي هو الأصل.
وعليه؛ فإن ملابسك تعتبر طاهرة مراعاة للأصل، ولا يحكم بنجاستها بمجرد الشك في وجود نجاسة، أو ريحها.
كما أن صلاتك صحيحة، ولا إعادة عليك لأجل الصلاة بالثوب الذي تشك بوجود نجاسة فيه، ولم ترَ لها أثرًا.
وقد تبيّن لنا من خلال بعض أسئلتك السابقة أن لديك بعض الوساوس، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها، وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك علاج نافع لها. وانظر الفتوى: 3086.
والله أعلم.