الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

نحن إن شاء الله ذاهبون في سفر إلى السعودية فالذهاب سيكون إن شاء الله للبحرين جواً ثم من البحرين إلى السعودية براً، فالشركة عرضت علينا باصاً مجاناً للذهاب ولكنه كله عمال (بحسب خبرة سابقة) وأنا معي عائلة والطريقة الثانية هو دفع 350 ريالاً قطريا، فهل يعتبر هذا من باب الإسراف غير المبرر، أفتونا مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الإسراف والتبذير من الأمور المذمومة شرعاً، قال الله تعالى: وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141]، وقال تعالى: وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء:26-27].

والمطلوب من المسلم أن يقتصد ويتوسط في أموره كلها، قال الله تعالى في وصف عباده المؤمنين: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67]، ولكن حد الإسراف يختلف باختلاف حال الناس، فما يكون إسرافاً في حق شخص قد لا يكون إسرافاً في حق آخر، فالله تعالى فضل بعض الناس على بعض في الرزق... وقال: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ... [الطلاق:7].

وعلى ذلك؛ فإذا كان المبلغ المذكور لا يجحف بكم فإن هذا لا يعتبر من الإسراف، وخاصة إذا كانت وسيلة النقل التي تستأجرونها أريح لكم وأليق بحالكم كعائلة، وعلى كل حال فالمرء في هذه الحالة هو فقيه نفسه لأنه أدرى بحاله وظروفه... وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30853، 49522، 31084.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني