الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من فتاة أمها كتابية ووالدها مسلم

السؤال

إخواني الأعزاء: بصراحة أنا مستفيد منكم جداً بالإجابة على كثير من المبهمات بالنسبة لي، السؤال: هل يجوز للمسلم أن يتزوج فتاة أبوها مسلم عربي وأمها أجنبية مسيحية أوروبية، وأبو الفتاة ابن خال الرجل الخاطب أسعفوني بالإجابة خاصة وأن الرجل يحب الفتاة وهي مؤدبة وعلى خلق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن المسلم إذا أراد الزواج عليه أن يختار ذات الدين والخلق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري.

ووجه اختيار ذات الدين هو أنها المأمونة حقيقة على نفسها وعرض زوجها وماله وعياله بخلاف غيرها، وعلى كلٍ؛ فإن كانت هذه الفتاة مسلمة فالزواج منها مشروع ولا يضرها كون أمها غير مسلمة.

أما إن كانت غير مسلمة فلا يجوز الزواج بها ولو كانت تدين بدين أمها المسيحية وذلك لأنها تعتبر في حكم المرتدة عن الإسلام لأنها مسلمة في الأصل تبعاً لأبيها، قال صاحب فتح القدير: .... وأما في الإسلام الأصلي فإنه إنما يتحقق بأن تكون الأم كتابية والأب مسلماً فما جاءت به فهو مسلم. انتهى.

وقال صاحب روض الطالب: ويحكم بإسلام صغير وذي جنون ولو طرأ في الكبر تبعا لأحد أبويه، وكذا سائر أصوله. انتهى.

وأما ما ذكر من كون هذه الفتاة ابنة ابن خال الخاطب فلا يحرمها ذلك إذا لم يوجد سبب للتحريم غير الذي ذكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني