الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حول نشأة السيرك وحكم مشاهدته

السؤال

هل السيرك جائز؟ وكل ما له صلة به? وأرجو أن يحول هذا السؤال إلى الشيخ العباد

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن لفظة "السيرك" تعني في اللغة اليونانية واللاتينية الحلقة أو الدائرة، وأقدم السيركات تلك التي أنشأها الرومان في ساحات دائرية تحيط بها مقاعد للمشاهدين والتي كانوا يجرون فيها سباقات المركبات ومباريات المصارعة ومشاهدة المبارزة بين إنسان وحيوان مفترس.

وأما السيرك بمفهومه الحديث أي المكان الذي يقصده الناس لمشاهدة الألعاب البهلوانية أو الألعاب التي يقوم بها السحرة وتلك التي تقوم بها الحيوانات المدربة فلم ينشأ إلا عام 1770 عندما أنشأ فيليب آستلي 1742- 1814 أول سيرك حديث في لندن.

هذه لمحة موجزة عن نشأة السيرك.

وأما هل يحرم حضوره ومشاهدته أو يباح؟ فإن السيرك لا يخلو غالبا من وجود محظور شرعي يوجب القول بتحريمه.

فإما أن يقوم بعض السحرة بفعل شيء من السحر بجذبون به انتباه المشاهدين ولا تجوز مشاهدة السحر وحضور مجالسه، وقد قال تعالى في وصف عباد الرحمن: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} {الفرقان: 72}

والسحر من أعظم الزور وأبطل الباطل، وهو كفر بالله العظيم، فلا تجوز مشاهدته ولا حضور مجالسه.

وإما أن يوجد في السيرك نساء متبرجات سواء من المشاهدين حيث يكون المكان مختلطا أو من أعضاء السيرك حيث يكون نساء يقمن بأعمال بهلوانية أو رياضية في ملابس ضيقة تجسم عوراتهن.

وإما أن يكون هناك تحريش بين الحيوانات، وقد روى الترمذي عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم. صححه النووي في المجموع، وضعفه آخرون. والتحريش بينها فيه إيلام للحيوان وإتعاب بدون فائدة.

وقد يمتد وقت السيرك فيؤدي إلى ضياع الصلاة أو شيء من الواجبات.

وينبغي أن يكون المسلم حريصا على وقته معرضا عما لا فائدة فيه.

وقد قال تعالى مثنيا على المؤمنين:{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} {المؤمنون: 3}.

قال ابن كثير: أي عن الباطل، وهو يشمل الشرك والمعاصي وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني