الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج فتاة سلوكها شائن

السؤال

أخواتي وإخواني بمركز الفتوى أرجو إرشادي بما يجب لي أن أفعله حسب تعليمات ديننا الإسلامي
لي أخت في السنة الثالثة من الجامعة نحن في الحقيقة أربع بنات وأخ ربتنا أمنا وأبونا بعمرهم كله وشقاهم علينا عرفونا من الدين ما استطاعوا ولكن ليس الالتزام الديني الصحيح آسفة لإطالتي ولكني أريد أن نعرف واجبنا الحقيقي كما تقول أمي فهي التي تسأل هذه الأخت تملك من العند ما يكفي أمة بأكملها بعد دخولها الجامعة بدأت تتعرف على شباب وحاولنا وأحمد الله أن نبعدها عن هذا الشخص الذي هربت بسببه من البيت وحاولت الانتحار بسببه ويعلم الله كم عانى أبواي بسببها ولا زالوا عرضناها على الأطباء ذهبنا بها لشيوخ ليقرأوا لها قرآن وينصحوها حاولنا إرشادها إلى التمسك بدين الله وخاصة أن أمي الحمد لله ملتزمة ونحن نتقرب إلى الله لعله يغفر لنا إهمالنا وهفوتنا السابقة وطلبت هي أن ترتبط بشخص آخر ووافق والدي وكان هذا الشخص لا يختلف كثيرا عنها وبعد مدة ومما سمعنا عنه حاولنا إقناعها ولكنها هربت له ولأهله ولحسن الحظ أهله من أصل طيب وعند رجوعها البيت رفضته ولم توافق أن ترجع له وخاصة أن أهله التزموا بتوجيهه وبعد مدة من الهدوء تقدم لها إنسان مكافح يخاف الله وكانت سعيدة معه ولكن لأنه من القاهرة ونحن من الإسكندرية ولبعد المسافة ولصعوبة حياتنا والتزامه أمام والدي لم يظهر له ما تبغيه من عطف وحب حسب قولها ولكن ويعلم الله أنه إنسان ونظرا لإحساسها هذا أسند أبي لها ادارة إحدى محلاتة ليشغلها وقتها بدل من الخروج الدائم التي كانت تبغيه وكانت الطامة فقد استفت من جميع الناس وأساءت الأمانة التي أعطاها والدي لها وصممت على الانفصال من هذا الإنسان وهربت عند اكتشاف والدي كل هذا وكانت الوسيلة أي التليفون المحمول الخاص بها لنطمئن عليها ونحاول إقناعها عما فعلت ولكن لا جدوى وبعد فترة رجعت بدون مقدمات وبشهادة الناس قالوا إنها خرجت من سيارة لا ندري عن صاحبها شيئا حاول معها بالنصح الديني بالذهاب للأطباء لعلها مصابة بمرض نفسي لشيوخ لعلها ملبوسة ولكن تذهب مرة لكلا ولا تكررها حاولت كان حالها غريب لا ندري ما نفعل معها وفجأة هربت عندما ضغط عليها والداي بالنصح وكل مبرراتها للهرب أن أمي ليست أمها وأنها تسيء معاملتها لأنها زوجة أبيها مع أن هذا غير صحيح وكل ما فيه أنها تقومها وتنصحها كما ربتنا جميعا والجميع يحمد الله على الأم التي أنارت لنا الطريق دائما في الحياة وندعو لها دائما وبعد هروبها هذا انقطعت الأخبار وكالعادة بحثنا عنها ولما نعثر عليها وفجأة جاءت إخبار أنها تعمل ممثلة وأنها تعيش في شقة وعثرنا على رقم التليفون حاولنا نكلمها لا جدوى لا ترد وترسل لنا لواحد جاء لي حانتحر أو أموتة كلمتها أنا بذاتي ردعلي شخص يسكن معها حسب كلامه والله أعلم طبيعة العلاقة بينهم كل ما فهمته أنه ليس زوجها وعند عثورنا على العنوان كررت ما قالته مع العلم أن والدي وأمي مرضى لا يتحملون الموقف وخاصة أنها حاولت الانتحار أكثر من مرة ونحن على يقين أنها إذا عرفت أن أحد من أهلها لن تفتح له الباب احتمال كبير هروبها منه بأي وسيلة هذه هي الحكاية نأسف على الإطالة ولكن نرجو أن تفيدنا هل علينا عقاب من الله وخاصة أننا حاولنا معها بكل الوسائل هل هناك من صلاة أو دعاء لهدايتها لرجوعها لحضن أهلها هل علي والداي اي عقاب من الله وما تكفيره
وختاما نشكركم على سعة قلبكم لسماعنا
والدة الهاربة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى أن منَّ الله على البعض بإنجاب الذرية في الوقت الذي حرم آخرين منها، وإن الواجب على من رزق بأبناء أن يتقي الله فيهم، فيقوم بما أوجبه الله من تربيتهم وفق المنهج الإسلامي، فيعلمهم الواجبات ليأتوا منها ما استطاعوا، ويعلمهم المحرمات لينتهوا عنها، وراجعي لزاما الفتوى رقم: 49000 فإنها وثيقة الصلة بسؤالك.

وإن هذا السلوك الشائن من هذه الفتاة العاقة لهو إحدى الثمرات المرة الناتجة من غياب التربية الإسلامية الصحيحة والتنشئة على التزام أوامر الله من الحجاب الشرعي والعفة والقرار في البيت، والبعد عن مواطن الاختلاط وغض البصر عن ما حرم الله.

ولذلك، فإن الواجب على والدي الفتاة أن يتوبا إلى الله من تفريطهما في تربية بنتهما، وأن يكثرا من الاستغفار وفعل الصالحات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وكذلك عليهما أن لا يتركا نصيحة ابنتهما وتخويفها بالله وتحذيرها من جريمة العقوق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. رواه مسلم.

وعليهما كذلك أن يخوفاها من جريمة الزنا وحرمة بقائها على رجل أجنبي عنها، وأن الله يسخط على من يعصيه، ولهما أن يستعينا بالفتوى رقم: 26237 فإن فيها عقوبة الزاني الدنيوية والأخروية.

كما يجب عليهما أن يحذراها من جريمة الانتحار فتلقى الله وهو عليها غاضب، فإن الانتحار بقتل النفس من كبائر الذنوب التي حرمها الله وتوعد فاعلها بالمكث الطويل في النار، وفي الفتوى رقم: 8012 بيان ذلك.

فإن استمرت الفتاة في تهديدها لأبويها إذا جاؤوا إليها أن تنتحر، فيجب عليهما أن لا يأتوها، وأن يكتفوا بالاتصال بها عبر الهاتف.

كما على والديها أن لا يتركا الدعاء لابنتهما أن يهديها الله، فإن الله على كل شيء قدير، والقلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، ولقد هدى الله من هي أقسى قلبا وأظلم فؤادا منها.

هذا، ولا نعلم دعاء معينا يقال في مثل ذلك، ولكن ينبغي لمن دعا الله أن يلتزم آداب الدعاء من استقبال القبلة، والطهارة، ورفع اليدين، والثناء على الله في أوله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في آخره، والإلحاح في الدعاء مع التذلل وإظهار الفقر إلى الله، وتحيُّن الأوقات الشريفة الفاضلة مثل جوف الليل، وأثناء السجود، وبعد الأذان، ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني