السؤال
لدي قريب خلع كل أسنانه. فهل يأثم إذا أخّر تركيب الأسنان الصناعية، لأن الخلع أثر في مخارج حروفه، وجعله يلحن في الصلاة؟
جزاكم الله خيرًا.
لدي قريب خلع كل أسنانه. فهل يأثم إذا أخّر تركيب الأسنان الصناعية، لأن الخلع أثر في مخارج حروفه، وجعله يلحن في الصلاة؟
جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يأثم بتأخير تركيب الأسنان؛ لأن تأخير تركيبها قد تدعو له الحالة الصحية للثّة، ولأن الأصل في تركيب الأسنان الصناعية هو أنه من باب العلاج والمداواة، وهذا مباح، كما قدمنا بالفتويين: 157101، 108098.
ولا يقال بوجوب التركيب حتى لا يلحن في الصلاة؛ لأنه في حكم من يعذر بلحنه بسبب العذر -كالألثغ، والأرت، وغيره-، ولو أثّر ذلك على مخارج الحروف أو صفاتها؛ لإمكان الاعتماد على مكان مخرج الحرف، ولو بعد سقوط السن، وإنما تضعف به صفة الحرف غالبًا.
ولو حصل بالفعل الإبدال للحرف بحرف آخر بسبب اللثغة اللازمة، أو العارضة بسبب سقوط الأسنان، فإنه لا يكلف بتركيبها، ولكن يمنع من الإمامة، لقول الأكثر ببطلانها، وراجع الفتوى: 228322.
وعليه؛ فالواجب عليه هو أن ينطق الحرف حسب جهده، ولكن يجتنب الإمامة بمن ليس به لثغة.
مع العلم بأن خلع الأسنان لغير ضرورة أو حاجة، حرام.
قال الرحيباني في مطالب أولي النهى: ولا تصح الإجارة (لقلع سن سليمة)، أو قطع عضو سليم؛ لما في ذلك من الضرر. انتهى.
وقال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: (فلا يصح استئجار لقلع سن صحيحة)، لحرمة قلعها، وفي معناها كل عضو سليم من آدمي أو غيره في غير قصاص.
أما العليلة: فيصح الاستئجار لقلعها إن صعب الألم، وقال أهل الخبرة: إن قلعها يزيل الألم. انتهى.
والله أعلم.
بحث عن فتوىيمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني