الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموكَل إذا نسي دفع مبلغ لجهة معينة

السؤال

أنا كنت أعمل معلمة لإحدى المدارس فطلبوا منا دفع مبلغ 300 درهم من كل معلمة لبناء مسجد كعمل خيري تقوم به إدارة المدرسة وقلت لأمي فأعطتني المبلغ لكي تشترك معنا في هذا العمل الخيري، ومرت الفترة ونسيت أنا الموضوع ونسيت المبلغ الذي أعطتني إياه أمي في المحفظة ولم أدفعه ومرت الأيام وانتهت مدة عملي في هذه المدرسة ولم أدفع المبلغ، فهل يجوز أن أدفع المبلغ الذي أعطتني إياه أمي لعمل خيري غير بناء المسجد مثل الصدقة أو عمل خيري آخر بنية أنها من عند أمي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى يقول: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}، والمال الذي دفعته أمك مشاركة منها في بناء المسجد أمانة كان الواجب عليك دفعه إلى تلك الجهة، لكن بما أنك نسيت هذا المبلغ في محفظتك ولم تتذكريه، فلا إثم عليك إن شاء الله تعالى، لحديث: إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه.

هذا، وإذا كان بناء المسجد لم يكتمل فسارعي بدفع المبلغ إلى الجهة القائمة على بنائه، أما إن كان اكتمل البناء ولم يعد المسجد بحاجة إلى هذا المبلغ، فاستشيري أمك في التصرف فيه، واعلمي أن الشخص إذا وكلِّ بإخراج صدقة أو زكاة ونحو ذلك، فتصرف فيها كما أمره موكله، فإنه أحد المتصدقين، ففي الحديث: الخازن الأمين الذي ينفق ما أمر به كاملاً موفراً طيبة نفسه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني