الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنا الأخ من الرحم المحرم الواجب صلته

السؤال

سؤالي هو: الصبر على الأذى من الأقارب
أعاني من مشكلة مع أم ليتيمين الأم هي زوجة أخي المتوفى وهي لجوجة في الحديث ويمكنني القول أنني لا أستطيع التعامل معها أبداً لأسباب عديدة منها الكذب وتحريف الكلام، وحديثها المستمر عني بأشياء لم أقم بها... إلخ، قمت بمقاطعتها نهائياً لكن الأسوأ أنها حرمت اليتيمين من الحديث معي أو حتى السلام علي وإن تجرأت وقمت بمصافحة أحد اليتيمين يكون ردة فعلها قاسية جداً على الطفل تصل إلى الضرب والرفس للطفل لذلك لم أعد أسلم على أحد منهم، ما حكم الرب لمقاطعتي الأم واليتيمين، فلم أعد أجد طريقة للصبر على أذاها لليتيمين، بانتظار الرد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا ننصحك بالبعد عن قطع رحمك، وبأن تتواصلي مع ابني أخيك اليتيمين، وإكرامهما بما يحتاجان إليه من مال أو تعليم وغير ذلك، لأن الصغيرين ابني أخيك من الرحم المحرم الذي تجب صلته وتحرم مقاطعته.

فإذا أمكنك أن تحسني علاقتك بأمهما وتدفعي إساءتها بالإحسان وتصبري عليها قدر المستطاع، فلا تتواني في ذلك، فقد رغب الله في الصبر ودفع الإساءة بالحسنى، فقال: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}.

وحاولي التحصن بالله والاستعاذة به من شر هذه المرأة ومن شر كل ذي شر، واسأليه العافية في دينك ودنياك وأهلك ومالك، وإذا افترضنا أنه لم يمكنكما الاتفاق، فإن كانت تسكن معك في مكان واحد أو كنتما تعملان في مكان واحد أو تلتقيان دائماً فعليك أن تسعي كل ثلاثة أيام في السلام عليها لأنه لا يحل هجر المسلم أكثر من ثلاثة أيام، ففي الحديث: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام. رواه البخاري ومسلم.

ثم إنه إذا خفت على ولدي أخيك من وصول الأذى لهما من طرف أمهما عند تسليمك عليهما فحاولي أن تتواعدي معهما في مكان تلتقيان فيه بحيث لا تشعر الأم، فإن لم يتيسر فاحرصي على إيصال ما تيسر من المنافع لهما، واسعي في تعليمهما وتهذيب أخلاقهما وإعفافهما عن االاحتياج للناس، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4417، 11449، 8906، 47693، 49762.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني