الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مس المرأة ينقض الوضوء

السؤال

هل تقبيل المرأة الأجنبية ينقض الوضوء، أرجوكم أفيدوني وبالله عليكم لا تحيلوني على سؤال قد سبقت الإجابة عنه، وأريد إجابة واضحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تقبيل المرأة الأجنبية حرام، وعلى من فعل ذلك أن يبادر إلى التوبة إلى الله ويكثر من عمل الصالحات من صلاة وصيام ونحو ذلك لأن الحسنات تمحو السيئات، وقد جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، قال: فنزلت: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. قال: فقال الرجل ألي هذه يا رسول الله؟ قال: لمن عمل بها من أمتي.

أما بخصوص نقض الوضوء بالقبلة فقد اختلف العلماء فيه، والراجح من أقوالهم أنها لا تنقض الوضوء ما لم ينضم إلى ذلك خروج مذي، لما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن عروة بن الزبير عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. قال عروة: قلت لها: من هي إلا أنت فضحكت. والحديث صححه الألباني وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح، وقال العلامة المباركفوري في تحفة الأحوذي: ... ثم قال ابن جرير: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال عن الله بقوله: "أو لامستم النساء." الجماع دون غيره في معاني اللمس؛ لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ. انتهى. قلت: قول من قال: إن مس المرأة لا ينقض الوضوء هو الأقوى والأرجح عندي. والله تعالى أعلم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني