الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق الغضبان وعلاج الإدمان

السؤال

أنا متزوجة منذ عامين وقد كان زوجي قبل ذلك أي قبل الزواج مدمنا على المخدرات وقد أخبرني أنه امتنع عنها لكنه عاد إليها مرة أخرى بعد عام من الزواج وقد رمى علي اليمين 4 مرات، وفي كل مرة يكون غاضباً غضباً شديداً جداً ونكون في مشكلة كبيرة جداً، وعندما سألنا علمنا أنه لا تعد هذه طلقة لأنه غاضب ولا يعي ما يقول فهلا ساعدتموني لكي أخرجه من دوامة الإدمان هذه ويتم توصيلي بطبيب أو طبيبة مسلمة في علاج الإدمان حتى يتسنى لي علاجه، وما صحة الطلاق هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل وقوع طلاق الغضبان، والحالة التي لا يقع الطلاق فيها مع الغضب هي أن يشتد به الغضب بحيث يصبح لا يدرك ما يقول ولا يضبط تصرفه ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طلاق في إغلاق. رواه أبو داود وصححه السيوطي، وعليه فإذا كان زوجك قد أوقع الطلاق وهو لا يعي ما يقول فلا أثر لطلاقه.

وأما علاج إدمان المخدرات، فأول علاج هو النظر في الأسباب التي أدت به إلى تعاطي المخدرات ثم السعي لإزالتها، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى ذلك الفراغ والصحبة السيئة والإعلام السيء والبيئة التي يعيش فيها، فالعلاج هو أن تحاولي بقدر ما تستطيعين إبعاده عن ذلك وشغله بغيرها كإعطائه بعض الكتيبات والنشرات والرسائل التي تروي قصص التائبين من المخدرات والعائدين إلى الله تعالى، والتي تبين حرمة المخدرات وأضرارها عليه وعلى الأولاد والمجتمع، ثم استعيني ببعض الصالحين ممن لهم تأثير عليه أو أصحاب حكمة في الدعوة ليقربوا منه ويهدوه إلى الحق، ويبعدوه عن تلك المخدرات، وإن كنت في بلد به لجان خير لمكافحة المخدرات فاجعليه يتصل بهم أو اطلبي منهم أن يتصلوا به ولا حرج في إيصاله إلى طبيب حاذق بعلاج الإدمان ونعتذر عن الدلالة على طبيب معين لعدم تمكننا من ذلك، ونسأل الله أن يعينك ويوفقك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني