الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

باعت أمها ذهبا كسبته من حرام

السؤال

سؤالي يا شيخ: أنا فتاة حديثة التدين كنت لا أحرم ولا أحلل كانت حياتي عشوائية كنت آكل الحرام، وألبس الحرام وما يهمني.... إلى أن وجدت نفسي غارقة في الحرام للآخر، لما تدينت كان صعباً علي أن أتخلص منه، لكن لله الحمد بدأت أتخلص منه شيئاً فشيئاً، سؤالي يا شيخ: أنا عندي ذهب من الحرام ورحت قيمته وبعته لأمي علماً أن أمي تعلم أنه حرام لكن لا تعلم من أين مصدر هذا الحرام، هل هذا جائز أم لا، وعلماً بأن بعضا من النقود لم أتصرف فيها بعد، فما العمل؟ وجزاكم الله كل خير يا شيخ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على توبتك، ونسأل الله أن يثبتك ويشرح صدرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وإذا كنت قد حزت المال الحرام عن طريق السرقة والغصب وما شابه ذلك، فعليك أن ترديه إلى أصحابه أو إلى ورثتهم إن كان أصحابه قد ماتوا، ولو بطريق غير مباشر، فإن لم تعرفي أصحابه أو ورثتهم فتصدقي به عنهم، وراجعي لتفصيل ذلك الفتوى رقم: 3051، والفتوى رقم: 10486.

أما إذا كنت قد حزتيه عوضاً عن منفعة محرمة كالزنا أو بيع الخمر أو الغناء أو نحو ذلك، فعليك أن تنفقي ما بقي عندك من هذا المال في مصالح المسلمين كإعانة الفقراء والمساكين ونحو ذلك، وبهذا التفصيل يتضح لك حكم ما قمت به من بيع الذهب الذي اكتسبتيه من الحرام، فإن كان مغصوباً أو مسروقاً فلا يصح بيعه، ويجب عليك أن تسترديه من أمك وتعطيها ما دفعت، وتقومي برده إلى أصحابه على نحو ما تقدم.

وإن كنت قد أخذتيه عوضاً عن منفعة محرمة فلا بأس أن تبيعيه وتنفقي ثمنه في مصالح المسلمين، وإذا كنت قد تصرفت في شيء من ثمنه، فعليك أن تنفقي الباقي في مصالح المسلمين، ونسأل الله أن يتجاوز عنك، وراجعي الفتوى رقم: 28748، والفتوى رقم: 26714.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني