الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز للبنت أن تتسبب في تحريم أمها على زوجها

السؤال

أختي تدرس في السنة السابعة وانتقلت إلى السنة الثامنة ولما اتصل بنا أبي المتواجد بفرنسا وعنده إحدى عشرة سنة هناك وهي لم تره من حين كان في عمرها أربع سنين طلب منها التخلي عن دراستها وعندما حاولت معرفة سبب رفضه لمواصلة دراستها لم يجبها وقال لأمي أنت طالق بالثلاث في حال مواصلة ابنتي لدراستها فأمي لا تريد أن تضيع دراسة أختي فتكون هي الضحية بسبب كلام والدي فنحن في حيرة من أمرنا أرجو منكم أن تجيبوا عن تساؤلي وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن والد البنت هو وليها الأول، وهو المسؤول عنها، فإذا رأى أن مصلحتها في عدم مواصلتها الدراسة خوفا من الاختلاط أو نحو ذلك فلا تجوز مخالفته في ذلك، لكن هذا الأب قد تصرف في ذلك تصرفا غير شرعي حيث حلف بطلاق زوجته، والحلف بالطلاق لا يجوز، ففي الحديث الصحيح: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت. متفق عليه. وكان عليه أن يحاول إقناع البنت أو أمها بالتوقف عن الدراسة بطرق أخرى، أما وقد حصل ما حصل، فإن مذهب الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل أن من علق طلاق زوجته على حصول أمر فإن الطلاق يقع بمجرد وقوع ذلك، الأمر.

وبناء على ذلك، فلا يجوز للبنت أن تواصل دراستها، لأنها بذلك تكون قد تسببت في تحريم أمها على زوجها، كما لا يجوز للأم أن تساعدها في ذلك، وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى عدم وقوع الطلاق إن كان الحالف يريد الزجر والمنع ولا يريد الطلاق، وإنما عليه كفارة يمين فقط في حال الحنث، وكنا قد أوضحنا هذا الموضوع وذكرنا تفصيل الخلاف فيه في الفتوى رقم: 11592.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني