الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة خلف سيء الخلق النمام

السؤال

إمام المسجد في حينا رجل يسعى بالنميمة والفتنة بين الناس وأنا لا أحبه ولا أتكلم معه لسوء خلقه فهو عالي الصوت سريع الشتيمة ولا أشعر بالاطمئنان معه في الصلاة فهل يجوز لي الصلاه في بيتي جماعة مع أهلي

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا لا نجد لك رخصة في التخلف عن صلاة الجماعة في المسجد لمجرد سوء خلق الإمام، فصلاة الجماعة واجبة على من سمع النداء إلا من عذر، كما في الفتوى رقم: 5153 وليس ما ذكر في السؤال عذرا شرعيا يبيح التخلف عنها.

لكن ينبغي على القائمين على هذا المسجد أن يغيروا هذا الإمام بإمام آخر إذا كان حاله كما ذكر في السؤال، لأمور:

الأول: أن النميمة كبيرة من كبائر الذنوب، وهي موجبة للفسق. والصلاة خلف الفاسق مكروهة عند الفقهاء، مع إجزائها، فينبغي استبداله بإمام عدل، وانظر الفتوى رقم: 11155.

الثاني: أنه ينبغي أن يكون الإمام قدوة صالحة في المجتمع، والنميمة منه أقبح وأشنع من غيره من عوام المسلمين، ومن كان كذلك فلا يستحق الإمامة التي هي أشرف المناصب.

الثالث: أن هذا الإمام متوعد بعدم قبول الصلاة إذا كان الناس يكرهونه بحق لسوء خلقه ومعاملته، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون. رواه الترمذي وحسنه، ووافقه الألباني.

وانظر لمعرفة حكم النميمة وخطورتها الفتوى رقم: 6710.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني