الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحق الله تعالى على نفسه معاونة الناكح الذي يريد العفاف

السؤال

أنا شاب في نهاية العقد الثاني من عمري ومقبل على الزواج ولكن بحكم ظروف سفري للعمل بالخارج فإن الزمن المحدد لي للبحث عن زوجة هو شهر واحد فقط في العام وبسبب هذا فأنا أبحث منذ أربع سنوات ولكني كلما رأيت فتاة وتعرفت على أهلها إلا وأجد بها أو بأهلها بعض النقاط التي تمنعني عن الارتباط فمنهن التي أجد والدتها المتحكمة في البيت ووالدها لا حول له ولا قوة، ومنهن التي أجد نظرها ضعيفا فأفكر وقتها في الأولاد إذا شاء المولى كيف سيكون صحتهم ومنهم التي تصغرني ب11 سنة وأنا أجد أن هذا فارق كبير جدا ، ومنهن على العكس التي أجدها تماثلنى سنا، ومنهن التي لا أسر عند النظر إليها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إذا نظر لها اسرته. وأنا والله في حيرة وأن العمر يمر سريعا وبدأت أخشى كثرة دخول بيوت الناس دون جدوى كما أني بدأت اشعر بتعب أهلى في مساعدتي في البحث، لدرجة أني أخشى أن أوافق على أي واحدة أراها في الإجازة القادمة . والسؤال هو::: هل عملية البحث المستمرة هذه ومحاولتي الكثيرة (التي بدأ يصحبها الملل) بالبحث عن الزوجة والدة أطفالي التي وجب علي كأب أن أختار لأولادي أمهم هل هذا حرام أو لا يجوز شرعا أم ماذا ؟ مع العلم أني متردد في أخذ القرار كما أن أهلى لا يعطوني رأيهم في الفتيات اللاتي أراهن معهم ، ومع العلم أيضا أني لا أهتم بالمظهر فقط وأفضل التحدث مع الفتاة كي أعلم كيف تفكر وطريقة تصرفها في الأمور والذكاء في التعامل والصدق أولا أوأخيرا المداومة على الصلاة، فأفتونى جزاكم الله خيرا هل أستمر فيما أنا فيه من طريقة البحث أم أرضى بمن أجدها وأتغاضى عن العيوب الجوهرية، مع العلم أني أصلي في كل مرة صلاة الاستخارة ولكني أجد نفسي أتركها وأبحث عن الأخرى من نفسي ودون حدوث ما يمنع هذا من طرف أهل الفتاه أو أهلي .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم ـ وفقنا الله وإياك إلى سبيل الرشاد والصلاح ـ أن موضوع النكاح موضوع كبير ويستحق من الروية والأناة أكثر مما تتصوره ، والمرأة الصالحة هي خير متاع الدنيا كما أخبر الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة. رواه مسلم. وأخرج ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته أو حفظته في نفسها وماله. واعلم أنك إذا كانت نيتك هي أن تعف نفسك بالحلال، فالله تعالى معينك، كما ورد في الحديث الشريف: ثلاث حق على الله عونهم.. فذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف . و عليه فينبغي أن تستمر في البحث، ولا تتعجل، حتى تبلغ أمنيتك. واحذر من الخلوة بالفتيات ومن الحديث معهن بما يكون فيه فتنة ومن ملا مستهن أو النظر إلى ما لا يحل رؤيته منهن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني