الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم الصور التي تظهر ما لا يجوز رؤيته من جسد المرأة

السؤال

لقد تحجبت زوجتي بعد عقد قراني عليها00 لكن توجد صور قديمة لها وصور كتب الكتاب وهي غير متحجبة00 وأمها تريد إبقاء صورها في البيت وتعليقها إياها بحجة أن من يدخل البيت قد رأى شعرها قبل الحجاب00ولاتريد إخفاء هذه الصور00على الرغم أني وزوجتي أبلغناها بعدم موافقتنا على ذلك، فهل الصور القديمة عليها وزر00 وهل أتحمل أنا أو زوجتي إبقاء هذه الصورعند والدتها000وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أهل العلم قد اختلفوا في حكم الصور الفوتوغرافية، فمنهم من حرمها قياسا على سائر الصور التي ورد النهي عنها في الحديث الشريف، ومنهم من أباحها بحجة أن مضاهاة خلق الله التي هي العلة الأساسية لتحريم التصوير لم تتوفر فيها ، وإنما هي مجرد حبس للظل، ولكنهم لم يختلفوا في تحريم الصور إذا كانت مشتملة على إظهار ما لا يجوز رؤيته من جسد المرأة ولم يؤمَن عدم اطلاع الغير عليها، وراجع في كل ذلك الفتوى رقم: 1935.

وعليه؛ فإذا كانت الصور المذكورة تبدي شيئا مما يحرم النظر إليه من جسد المرأة كرأسها وذراعيها ونحو ذلك، أو كوجهها وكفيها عند من يقول بوجوب سترها، فالواجب تمزيق هذه الصور أو إتلافها بأية وسيلة أخرى، ولاشك أن إبقاءها فيه وزر، ولا شك أيضا أن من تمام توبة زوجتك أن تسعى في إتلاف تلك الآثار التي كانت ارتكبتها قبل التوبة، وأنت أيضا مطالب بالسعي معها لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً {التحريم: 6}، فإذا بذلتما الوسع وعجزتما عن حمل الأم على تغيير تلك الصور إو إتلافها ولو بغير علم الأم، فإن الإثم يسقط عنكما وتتحمله الوالدة وحدها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني