الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوزأكل الحيوانات أو النباتات التي جرت عليها العملية التي تسمى بالانجليزية GMO جزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الذي يعنيه مصطلح ( g m o) أو (g m) وهو اختصار genetic modification object المعالجة الجينية، ومفهومها البسيط هي محاولة مقننة لتغير بعض الصفات الوراثية في كائن حي ليصبح أكثر فائدة وذا تميز معين، فهي تمثل أحد أهم تقنيات ما يطلق عليه التكنولوجيا الحيوية أو البيوكنولوجيا.
وموضوع الهندسة الوراثية لا بد من النظر إليه بكل جدية وحذر، إذ كل الدلائل القائمة على الأبحاث العلمية تشير إلى مخاطر عديدة وعواقب وخيمة أصبحت تهدد البشرية كافة، وتتلخص هذه المخاطر في أمور ثلاثة أصبحت ظاهرة: 1- أمراض الحساسية خاصة الربو لدى حديثي الولادة وكبار السن. 2- تسمم المحاصيل والمنتجات الزراعية 3 - اكتساب ظاهرة المناعة ضد المضادات الحيوية مثلما يحدث حالياً مع مضاد الإمبسلين، رغم عدم تكرار تناوله على اتساع وحداثة إنتاجه….
وهذه الأعراض أو التي أصبحت ظواهر هي التي ظهرت على المدى القريب، ومن المحتمل أن يظهر على المدى البعيد ما هو أشد من ذلك وهذه كلها آثار جانبية للتغذية بالمنتجات المعدلة بأساليب الهندسة الوراثية ( g m o ).
وقد تفيد الهندسة الوراثية في تحسين بعض السلالات النباتية والحيوانية، غير أن الضرر المترتب على ذلك أمر واقع وملموس على كثير من النباتات المعدلة وراثياً، لأن الغالب عند نقل جين ذي صفات معينة بمحصول معين أو نبات معين إلى آخر يفتقر إلى هذه الصفات فمما لا شك فيه أنه يعمل بآلية أخرى في هذا الوسط الجديد، فعلى سبيل المثال الجين المسؤول في نبات ما عن وقايته من الإصابة بآفات أو أمراض معينة قد يقضي في النبات المنقول إليه على جهاز المناعة الطبيعي لدى هذا النبات، أو على قدرته الذاتية في الدفاع عن نفسه فيصبح نباتا ساماً، لأنه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه المكونات الداخلية والخارجية. وصدق الله إذ يقول: ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) [القمر:49 ] ولذلك كله ثارت ضجة كبرى حول هذا المشروع، لأن أخطاره على الفرد والبيئة محققة الوقوع.
وقد عقد في مدينة مونتريال بكندا مؤتمر تحت رعاية الأمم المتحدة قرر أن للدول الحق في تحديد استيراد الأغذية المعدلة وراثياً بسبب الأخطار الصحية والبيئية التي قد تنتج عنها. ونص الاتفاق على أن تحمل شحنات المواد المعدلة وراثياً علامات تقول إنها قد تحتوي على أحياء معدلة وراثياً ليست مخصصة للبث في البيئة بشكل معتمد. ومن هذا كله نخلص إلى القول بأنه بعد ثبوت ضرر تلك الأغذية المعدلة وراثياً، فإنه لا يجوز تناولها لما تسببه من أضرار ومخاطر ثابتة في الجملة، على المستوى القريب والبعيد. وقد قال صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " رواه مالك.
وقال تعالى: ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة… ) [الأنعام:145 ]
فكل طعام خلقه الله فهو مباح، إلا ما استثنى الدليل، أو ثبت ضرره بطريق التجربة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني