الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة على الحركة ليس عذرا شرعيا لترك الصلاة

السؤال

سؤالي عن الصلاة.
اليوم الذي ذهبت فيه إلى المستشفى لأجل الولادة حاولوا أن يسهلوا عملية الإنجاب لأن الوقت الموعود قد تجاوز ومر عليه خمسة أيام فأعطوني بعض الإبر فما استطعت بسببها القيام ولا قدرت على الحركة، وكان آخر صلاة صليتها صلاة الفجر فما سنحت لي فرصة حتى أصلي الظهر أو العصر وأنجبت الولد قبل المغرب بساعة. وسؤالي الآن: هل علي أن أقضي تلك الصلوات؟ وما ذا علي أن أفعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عدم القدرة على القيام والحركة ليس عذرا شرعيا لترك الصلاة، فالمريض يصلي حسب استطاعته لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ { التغابن: 16}. وقوله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا { البقرة: 286}. وفي حديث عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنبك. رواه الجماعة إلا مسلما وزاد النسائي بسند صحيح: فإن لم تستطع فمستلقيا، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: أما الصلاة فإنه يفعل ما يقدر عليه ويصلي قاعدا إذا لم يستطع القيام ويومئ برأسه إيماءً بحسب حاله، وإن سجد على فخذه جاز ويوضئه غيره فإن لم يقدر تيمم.ا.هـ.

فعلى المريض أن يأتي من أركان الصلاة بما استطاع وما عجز عنه أتى به بالنية ولا تسقط عنه الصلاة إلا بزوال العقل. قال النووي: قال أصحابنا: ما دام عاقلا لا يسقط عنه فرض الصلاة.ا.هـ.

وبناء على ما تقدم؛ فإن عليك أن تقضي الظهر والعصر إذا طهرت من دم النفاس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني