الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حول اتباع المذاهب الفقهية

السؤال

كيف يعرف الشخص مذهبه (شافعي، حنبلي.....)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كيفية معرفة الشخص لمذهبه الذي يريد أن يتعبد الله تعالى عليه، ويتعامل وفق ما جاء فيه من المعاملات يتطلب منه ذلك أن يتعلم قواعده التي بني عليها، وكيفية الاستنباط والتعامل مع نصوص الوحي التي قعدها أهل كل مذهب، وهي موجودة في متونهم الفرعية، وفي كتب الأصول التي دونوها، ولا يفيد تعلم القواعد إلا بعد التفقه في الفرعيات.

وننبه السائل الكريم إلى أن هذه المذاهب إنما هي مدارس اجتهد أهلها في دراسة القرآن والسنة، ومقاصد الشريعة الإسلامية واستنبطوا من ذلك القواعد والأصول التي يستخرجون منها الأحكام الشرعية للنوازل والأحداث المتجددة، لأن نصوص الوحي محدودة وحوادث الحياة متجددة، وكل فعل من أفعال المكلفين له حكم في الشرع يعرف ذلك أهل العلم.

فكل مدرسة من هذه المدارس لها قواعدها وأصولها التي من خلالها تستنبط الأحكام، وإن كانت متفقة على المرجعية العليا التي هي القرآن والسنة ومقاصد الشريعة، وإنما يكون اختلافها في المسائل الفرعية، وأئمة هذه المذاهب من أعلام أهل السنة، فمن اتبع أحدهم فهو على خير ما دام في مرحلة التقليد.

أما من وصل إلى رتبة الاجتهاد فليس له أن يقلد، كما ننبه السائل الكريم إلى أنه لا يلزمه اتباع مذهب معين، ولكن له أن يختار المذهب الذي يطمئن إليه، أو يتوفر علماؤه في بيئته التي يعيش فيها.

والاتباع لهذه المذاهب إنما هو اتباع لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {الأعراف:3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني