الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من البر مشاركة الأم في المعصية

السؤال

أرجو أن تفيدوني في أمري يا إخوتي: إن أمي تحب التلفاز كثيرا وهي دائمة الجلوس أمامه وإنني كثيرة الانشغال وعندما أتفرغ لها أجدها أمام التلفاز فأضطر لأن أجلس معها أمامه كي أسلي وحدتها ولكني أجد في التلفاز ما لا يرضى الله فأفتوني بارك الله فيكم أبر أمي أفضل ؟ أم اتركها وحيدة وأبتعد عن التلفاز؟ ولقد حاولت مرارا أن أصرفها عن التلفاز ولكني بسبب انشغالي دوما بسبب المذاكرة لاتجد أمامها سواه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أغلب ما يعرض في التلفاز هو مما يغضب الله عز وجل ويسخطه، وانظري الفتوى رقم: 1791، والفتوى رقم: 1886.

وليس من البر أن تشاركيها في مشاهدة التلفاز ومتابعة المسلسلات والبرامج، بل إن من برك بها ومن حقها عليك أن تنصحيها برفق ولين، وأن تبغضي إليها ذلك الشيء، فتخبريها مثلاً أن العمر أنفاس معدودات، والأعمال بالخواتيم، والصالحون يموتون وهم سجود، فكيف ترضى لنفسها أن يدركها الأجل وهي أمام فلم وأغنية، أو أمام راقصة عارية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه. رواه الدارمي وإسناده حسن، وانظري الفتوى رقم: 51072.

كما ينبغي أن تخصصي للجلوس مع الوالدة وإيناسها ساعات أطول، ولا تنشغلي عنها بغيرها مما هو دونها، فاجعلي وقتاً للمذاكرة، وأوقاتاً لإيناس أمك، ودليها على أبواب الخير من قراءة القرآن وسماع الأشرطة النافعة وصلة الأرحام وقصي عليها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقصص الصحابة وأمهات المؤمنين ونحو ذلك مما يعود عليها بالنفع ويصرفها عن متابعة التلفاز، فإن الوالد أوسط أبواب الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تضيعي ذلك الباب بتحصيل دنيا لن تدوم، مع أن بإمكانك الموازنة، والآخرة خير وأبقى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني