الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحل للمرأة أن تعيب أو تستهزئ بمن تقدم لخطبتها

السؤال

بداية أود أن أشكركم على ما تبذلونه من تعب في هذه الزاوية وأنا من أشد المعجبين بهذه الشبكة وجزاكم الله الخير،
أما سؤالي فهو: كان يتقدم لي أشخاص للخطبة ولكن في كل مرة كنت أعيب عليهم في شيء كالوضع المادي الشكل ومثل ذلك وبعدها استيقظت من غفلتي بأنه حتى ولم بعجبني مظهره كان يجب أن لا أعيب فأنا كنت لدرجة الاستهزاء بالشخص - طبعا ليس أمامه- أمام أهلي فقط وأحس بأن الله سبحاته وتعالى عاقبني على ما كنت أفعله ولأني لم أقتنع بالذي يتقدم بأنه قد يكون خيرا لي من غيره فلم يعد يتقدم لي أحد أو إذا تقدم لي أحد يحدث شيء ما كرفض والدة المتقدم الارتباط بي ولا يكتمل الموضوع وهكذا فهل أنا أذنبت فعلأ لرفض شاب لشكله أو لوضعه المادي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأساس الذي ينبغي أن يكون مقياساً للمرأة في اختيار الشخص الذي تريد الزواج منه ليس الشكل أو الوضع المادي، وإنما هو الدين والخلق، ففي الحديث الشريف: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي من حديث أبي هريرة مرفوعاً.

ومع ذلك، فلا إثم على المرأة إذا رفضت الزواج ممن لا يعجبها شكله أو حاله المادي، بل الإثم في أن تستهزئ بالشخص وتعيبه أمام أهلها أو غيرهم بأن مظهره قبيح أو أنه من الفقراء ونحو ذلك مما يكرهه الإنسان إذا علم به، لأن هذا من الغيبة، فقد ورد في تعريف الغيبة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ذكرك أخاك بما يكرهه... وقد حرم الله الغيبة، قال تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا {الحجرات: 12} . وقال: وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {الهمزة: 1}.

وعليه، فلا نقول إن رفضك لشاب ما بسبب شكله أو وضعه المادي ذنب، ولكن نقول إن اغتيابك له بشكله ووضعه المادي ذنب، ولا مانع من أن يكون هذا الذنب هو الذي حرمك من الزواج، لأن الثابت أن المرء قد يحرم النعمة بسبب ذنب أذنبه، فبادري إلى التوبة، واسألي الله تعالى التوفيق وارضي بما قسم لك ولا تعلقي قلبك بما زوى عنك من أمور الدنيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني