الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعمال المباحة لا يترتب عليها حسنات أو سيئات

السؤال

هل توجد من الأعمال يعملها ابن آدم ليست هي في ميزان حسناته ولا سيئاته لا يتحاسب عليها يوم القيامة بالحسنات ولا السيئات أم أن كل الأعمال إما في ميزان الحسنات (ربنا يكرمنا ويكرمكم بهذه الأعمال تملأ الميزان) وإما في ميزان السيئات (ربنا يكرمنا ويكرمكم بالحج قبل الممات لمحو ما في ميزان السيئات). وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد في النصوص أن الإنسان لا يعمل عملا أو يتلفظ بكلمة إلا ولديه ملائكة يرقبون ذلك، قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {الانفطار:10ـ12}. وقال جل من قائل: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {قّ:18}. وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان يكتب كل شيء صدر عن الإنسان كالحركة والسكون والنوم والكلام وغير ذلك، أم أنه لا يكتب إلا ما فيه ثواب أو عقاب، قال القرطبي في تفسيره: قال ابن الجوزاء ومجاهد يكتب على الإنسان كل شيء حتى الأنين في مرضه، وقال عكرمة لا يكتب إلا ما يؤجر به أو يؤزر عليه، وقيل يكتب عليه كل ما يتكلم به، فإذا كان آخر النهار محا عنه ما كان مباحا، نحو: انطلق، اقعد، كل، مما لا يعلق به أجر أو وزر. وذكر ابن كثير: أن ظاهر الآية العموم. وعلى كلا القولين، فإن للإنسان أعمالا كثيرة ليست من الحسنات ولا من السيئات، وهي الأمور المباحة، ولكنه إذا فعلها بنية التقوى على العبادة ونحو ذلك كانت من الحسنات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني