الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوظيفة الأولى للرجل والمرأة هي عبادة الخالق تعالى

السؤال

هل خلق الله المرأة لخدمة الرجل وطاعته ولترضي رغباته وتربية الأبناء؟ إن كان الأمر كذلك فلا أملك سوى الرضى والتسليم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى خلق العباد لحكمة وغاية، وهي عبادته جل وعلا، كما قال: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56}.

فوظيفة الإنسان الأولى رجلاً أو امرأة هي عبادة الخالق سبحانه، وقد خلق المولى جل وعلا الجنسين الذكر والأنثى كل منهما للآخر إنسان خلق لإنسان، ونفس خلقت لنفس، وشطر مكمل لشطر، فهما ليسا فردين متماثلين، إنما هما زوجان متكاملان، وجعل لهما وظيفة واحدة وهي بناء الأسرة المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظله تتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكافل.

ووزع المهام داخل الأسرة للقيام بهذه الوظيفة مراعياً الاستعدادات الفطرية لشطري النفس لأداء الوظائف المنوطة بكل منهما وفق هذه الاستعدادات، والمسلم به ابتداءً أن الرجل والمرأة كليهما من خلق الله، وأن الله سبحانه لا يريد أن يظلم أحداً من خلقه، وهو يهيؤه ويعده لوظيفة خاصة، ويمنحه الاستعدادات اللازمة لإحسان هذه الوظيفة.

وقد خلق الله الناس ذكراً وأنثى زوجين على أساس القاعدة الكلية في بناء هذا الكون، وجعل من وظائف المرأة أن تحمل وتضع وترضع وتكفل ثمرة الاتصال بينها وبين الرجل، وهي وظائف ضخمة أولاً وخطيرة ثانياً، وليست هينة ولا يسيرة، بحيث تؤدى بدون إعداد عضوي ونفسي وعقلي عميق غائر في كيان الأنثى، فكان عدلاً كذلك أن ينوط بالشطر الثاني - الرجل - توفير الحاجات الضرورية، وتوفير الحماية كذلك للأنثى كي تتفرغ لوظيفتها الخطيرة ولا يحمل عليها أن تحمل وتضع وترضع وتكفل، ثم تعمل وتكد وتسهر لحماية نفسها وطفلها في آن واحد!

وكان عدلاً كذلك أن يمنح الرجل من الخصائص في تكوينه العضوي والعصبي والعقلي والنفسي ما يعينه على أداء وظائفه هذه، وأن تمنح المرأة في تكوينها العضوي والعصبي والعقلي والنفسي ما يعينها على أداء وظيفتها تلك.

وكان هذا فعلاً... ولا يظلم ربك أحداً....

ومن ثم زودت المرأة - فيما زودت به من الخصائص- بالرقة والعطف، وسرعة الانفعال والاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة - بغير وعي ولا سابق تفكير- لأن الضرورات الإنسانية العميقة كلها - حتى في الفرد الواحد - لم تترك لأرجحة الوعي والتفكير وبطئه، بل جعلت الاستجابة لها غير إرادية! لتسهل تلبيتها فوراً وفيما يشبه أن يكون قسراً، ولكنه قسر داخلي غير مفروض من الخارج ولذيذ ومستحب في معظم الأحيان كذلك، لتكون الاستجابة سريعة من جهة ومريحة من جهة أخرى مهما يكن فيها من المشقة والتضحية! صنع الله الذي أتقن كل شيء. انظر الظلال لسيد قطب رحمه الله .

فالمهمة واحدة والوظيفة مشتركة وكل من الزوجين يقوم بما خول به في تكامل وتفاهم وفي جو من التعاون لا التصادم.

فالزوجة ونتيجة لاختصاصها بحسب تكوينها الفطري بتربية الأبناء كان لابد للقيام بهذه المهمة من قرارها في البيت وبمقتضى تقسيم المهام، فإنها تقوم بخدمة الزوج داخل المنزل في مقابل خدمته لها خارج المنزل، وجلبه ما تحتاج إليه والعمل والكد للحصول على المال من أجل تلبية حاجاتها وحاجات الأبناء.

وهي بقيامها بهذا الواجب إنما تعبد ربها وتطيع مولاها وتستحق في مقابل ذلك مع أداء بقية الفرائض دخول الجنة، لقوله صلى الله عليه وسلم: المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت. رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني في المشكاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني